سعاد - سعدى - سعد - سعود

"بانت سعاد فقلبي اليوم متبول".. ماذا تعرفون عن سعاد؟

بانَت سُعادُ فَقلبي اليَومَ مَتبُولُ
مُتَيَّمٌ إثرَها لم يُفدَ مَكْبولُ

وما سُعادُ غَداةَ البٍينِ إذ رَحلوا
إلّا أغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هيفاءُ مُقبِلةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طولُ

بهذه الأبيات افتتح الشاعر كعب بن زُهَير قصيدتَه التي مدح بها النبيّ مُحمّد عندما جاءه تائباً، فكافأه النبي بأن أعطاه بُردتَه أي عباءته، ولذلك سُمّيت هذه القصيدة بالبُردة.
وسُعادُ التي يتغزل بها ليست امرأة بعينها وانما سعاد من عرائس الشعر عند القدماء مثل هند وليلى وسُعدى ومَيّ. من ذلك قول الشاعر المعروف بأبي وَجزَة:

قالت سُعادُ :أرى من شَيبِه عَجباً
مَهلاً سُعادُ فما في الشيبِ من عجَبِ
إمّا تَرَيني كساني الدهرُ شَيبَتَهُ
فإنّ ما مَرَّ منهُ عنكِ لم يَغِبِ

واسم سُعاد مأخوذ من أصل لُغَويّ هو السين والعين والدال، يدلّ على السعد، أي اليُمن، والمُساعدة، أي المُعاينة. يقال:

سَعَدَ اليوم يسعدُ، سعداً، وسُعوداً، أي يَمُنَ فهو يوم سعيد. وسَعدّهُ الله: وفّقه. وسَعِد الشخص يسعدُ سعادة، إذا أحس بالرضا والفرح، فهو سعيد.

واسم العلم سُعاد هو على وزن فُعال الذي يدلّ على حالة كالداء مثل سُعال. وعلى ذلك فسُعاد أشبه بمن مسّها عارض السعادة فسعدت هي وأسعدت مَن هم حولها. ولعلّ ما يؤيّد ذلك قول أبي تمّام (788-845):

سَعِدَت غُربةُ النَوى بِسُعادِ
فَهْيَ طَوعُ الإتهامِ والإنجادِ
فارقتنا فلِلمدامعِ أنواءٌ
سَوارٍ على الخُدودِ غَوادِ

على أن بعض اللغويين اكتفوا بالقول إن سُعاد اسم امرأة ولم يُشيروا إلى اشتقاق من السعد. وقد اشتقت العرب من السعد، أي اليُمن،
أسماء كثيرة منها: سعد، سعد الله، سعد الدين. سعيد، سُعَيد، مسعود، مُسعد، سعادة، إسعاد، ومنها اسم سُعود، وهو مصدر فعل سَعَد، وجمع سعد، واسم مجموعة من النجوم يقال لكل منها سعد.

ومنها اسم سَعدى. وأشهرها في الشعر القديم اسم سُعدى (بضم السين) وهي من عرائس الشعر. من ذلك لكُثَيّر عَزّة (ت723):

ألا ليتَ شعري هل أبيتَنَّ ليلةً
بِوادي القُرى إنّي إذنْ لَسعيدُ
وهل ألقَيَنْ سُعدى مِنَ الدهر مَرّةً
وما رَثّ مِن حبلِ الصفاءِ جٍديدُ