مروان - مروة

يدلّ على الصلابة.. تعالوا لنتعرف على أصل اسم مروان!

أخبِبْ بِمَروانَ طِفلاً واعتَمٍدْهُ فَتىً
وحَيِّهِ رَجُلاً بالفَضلِ يَزدانُ
يا حُسنَها عُدّةً لِلدَهرِ كامِلَةً
خِلافَةُ السَلَفِ الأخيارِ مُذ كانوا
لَعَلّها خَيرُ تأْريخٍٍ يُقالُ بِها
نِعْمَ الخليفَةُ في الأبناءِ مَروانُ

هذه الأبيات لم تُقلْ لخليفة ولا لملك وإنما قالها الشاعر اللبناني أمين تَقِيّ الدين (1884-1937) مهنّئاً بولادة طفل لأحد أصدقائه أُطلق عليه  اسم مَروان. على أن في هذه الأبيات  تلميحاً إلى الدولة الأموية المروانية التي أسّسها مَروان بن الحكم وانتهت بها السلالة السُفيانية التي
أسسها مُعاوية بن أبي سُفيان. وقد توالى على الحكم بعد مروان بن الحكم ابنُه عبد الملك وأبناؤه. وفي ذلك يقول الشاعر الأندَلُسيّ ابن مُشرَّف مشيراً إلى انتقال الحكم من آل سُفيان إلى آل مَروان:


حتى احتَوى المُلكَ مَروانٌ ووَرّثَهً 
لِنَسلِهِ بَغدَهُ حتّى بِهم عُرِفا
عَبدِ المَليكِ وأبناءٌ له غُرَرٌ
في العَدِّ أربَعٍةٌ قد أحرزوا الشَرَفا
هُمُ الوليدُ ،سُلَيمانٌ،يزيدُ ومَن
يُدعى هِشامٌ وكلٌّ حينَ ساسَ كَفا

وكان آخر خلفاء بني أمَيّة مَروان بن مُحَمّد الذي هزمه العباسيون في معركة الزاب وقُتِلَ في مصر عام 750 م. ويذكر أمير شعراء مصر والعالم العربي أحمد شوقي (1868-1932) في قصيدة ملحمية عن عبد الرحمن الداخل باعث الدولة الأمَوِيّة في الأندلس بعضاً من سيرة بني 
مروان في الحكم  وسبب زوال دولتهم:

جُزِيٍتْ مَروانُ عن آبائها
ما أراقوا من دِماءٍ ودُموعْ
ومِن النفسِ ومِن أهوائها
ما يؤدّيهِ عنِ الأصِلِ الفُروعْ
خَلَتِ الأعوادُ من أسمائها
وتغطّتْ بِالمصاليبِ الجُذوعْ

وهذا الاسم مَروان يدلّ على الصلابة لأنه مأخوذ من المرو. والمرو حجارة صُلبة برّاقة تُقدَح منها النار ،وهي المعروفة بالصَوّان. ومروان لفظة على وزن فَعلان الذي يدلّ على تكامل الوصف في الشيء من كل جانب. ومروان على ذلك هو المتصف بتمام الصلابة أي الصلب جداً.
والمرو  اسم جمع، واحدته مَروَة . وبها سُمّي جبل المروة وهو مع الصفا جبلان بمكة، وهما من شعائر الحج يسعى الحُجّاح بينهما.

وإلى ذلك يشير الشاعر عبد الغني النابلسي (ت 1731 م) بعبارة صوفية:

ألا أيّها الحادي لِذاكَ الحِمى سِرْ بي
فأهلُ الهَوى قَومي وجيرانُهُ سِربي
لقد لَذَّ لي في مَروَةِ الحُبِّ والصفا
إلى وَصلِهِمْ سَعيي وقد طابَ لي شُربي
أرى القُربَ في البُعدِ الذي يقتضي الوَفا
بِعَهدِ الهوى خيراً منَ البُعدِ في القُربِ

ويقول الشاعر عُمر بن أبي ربيعة (644-712) متغزلاً وقد زار مكة في موسم الحج:

طَلَعْنَ علينا بينَ مَروَةَ والصفا
يَمُرنَ على البَطحاءِ مَورَ السحائبِ
فَكُدنَ لَعَمرو اللهِ يُحدِثنَ فِتنَةً
لِمُختَشِعٍ مِن خَشيَةِ اللهِ تائبِ

ويقول هذا الشاعرً في امرأة تُدعى مَروَة:

دارٌ لِمٍروَةَ إذ أهلي وأهلُهُمُ

بالكانِسيّةِ  نَرعى اللَهوَ والغَزل          

أمسَى شَبابُكَ عنّا الغضُّ قد رَحلا

ولاحَ في الرأسِ شَيبٌ حَلٍّ فاشتَعلا
َ