رامي - مرام - رامة
يقول الشاعر "يا رامِياً ليس يدري ما الذي فعَلا".. فمن هو رامي؟
يا رامِياً ليسَ يدري ما الذي فعَلا
أمسِكْ عليكَ فإنّ السهمَ قد قَتَلا
أصَبتَ أسوَدَ قلبي إذ رَمَيتَ فلا
شُلَّتْ يَمينُكَ أنْ صَيَّرتَني مَثَلا
هذات البيتان لا يُعرف قائلُهما وهما من عيون الأبيات الغزلية، إذ يكني فيهما الشاعر عن حسناء ألقت عليه نظرة ساحرة وأصابت قلبه، وكأنها رامٍ بالقوس أصابه بسهم قاتل.
وبيت القصيد هنا هو ذلك الرامي الذي منه أخِذَ اسم العلم المذكر رامي. ومعنى الرامي مطلقاً هو من يرمي السهمَ عن القوس. وهو في الأصل اسم الفاعل من رمى. يقال: رمى الشيءَ، أو رمى به، يرميه، رمياً ورِماية، إذا ألقاه، وقذفه، فهو رامٍ وهي رامِيَة.
وقريب من اسم رامي من حيث اللفظ لا المعنى اسم العلم المؤنث مَرام. والمرام هو المطلب. يقال: رامَ الشيءَ، يرومه، رَوماً، إذا أراده وطلبه، فالمَرام هو المطلب والمُراد. وقد جمع بين الرامي والمَرام ابن الفارض (1181 -1235) حيث يقول بعبارة صوفية:
لقد رماني بسهمٍ من لواحظِهِ
أصمى فؤادي فيا شوقي إلى الرامي
آهٍ على نظرةٍ منه أُسَرُّ بهِ
فإنّ أقصى مرامي رؤيةُ الرامي
وما دامت الأسماء المتقاربة في اللفظ يستدعي بعضُها بعضاً نذكر اسم رامَة. مأخوذ من الرامة واحدة الرام وهو شجر ينبت في البادية.
والرامة اسم بلدة في فلسطين. وكثيراٍّ ما يطلق هذا الاسم استذكاراً لهذه البلدة الواقعة في الأراضي المحتلة.
ورامة أيضاً اسم موضع في البادية وقد ورد ذكرها في أشعار القدماء ومنهم أبو تمّام (788 - 845) حيث يقول:
أرامةُ كنت مألفَ كل ريمٍ
لو استمتعتِ بالأنَسِ المُقيمِ
أدارَ البؤسِ حَسّنَكِ التصابي
إليَّ فَصِرتِ جَنّاتِ النعيمِ