منيف - نايف - نواف - مناف - نوفل
يَبدو مُنيفاً على هامِ الرِجالِ كما
يَبدو مُنيفاً على هامِ الذُرى عَلَمُ
مُجَلِّلاً هَمُّهُ بالشَيبِ لِمَّتَهُ
وقد تَشيبُ بِأدنَى هَمِّهِ اللِّمَمُ
هذان البيتان من قصيدة للشاعر والأديب جُبران خليل جبران (1883 - 1931) من قصيدة يصف فيها عجوزاً مَهيباً طويل القامة يبدو مُنيفاً، أي مرتفعاً، على هام، أي رؤوس الرجال، كما ينوف، أي يُشرف، على الرُبى، أي التلال،علمٌ، أي جبل.
هذا الوصف البارع قادنا إليه ما نحن في سبيله الآن من شرح مجموعة من الأسماء مشتقة من أصل لغوي يدلّ على شيئين متقاربين هما الرفعة والعُلوّ من ناحية، وعلى الزيادة من ناحية أخرى.
أول هذه الأسماء هو اسم مُنيف ومعناه المرتفع والعالي كما مرّ في شعر جبران. من قولهم: أنافَ، يُنيف، إنافةً، على الشيء: أي أشرف، وارتفع، فهو مُنيف، وهي منيفة. وامرأة مُنيفة، أي تامّة الطول والحُسن، وبها سُمّيت مُنيفة، ويتوسع فيه فيقال: عِزٌّ مُنيف، ومقام مُنيف، وحسبٌ منيف أي عالٍ شريف.
والمُنيفة هضبة مرتفعة في بلاد نجد. وإليها يشير الشاعر في قوله:
أقولُ لصاحبي والعيسُ تهوي
بِنا بَينَ المُنيفةِوالضِّمارِ
تَمَتّعْ مِن شميمِ عَرارِ نَجدٍ
فما بعدَ العَشِيّةِ مِن عَرارِ
ويقال: ناف البناء وغيره، يَنوفُ، نَوفاً، أي علا وارتفع، فهو نائف، أي عالٍ مرتفع، وبه يُسمّى الرجل نائف، وغالباً ما تبدل الهمزة الياء فيقال نايف، والمرأة نايفة.
ونَوّاف وهو على وزن فَعّال من ألنوف، مبالغة نائف، أي الكثير العلو والارتفاع. وسَمّت العربُ الرجلَ نَوفاً، مأخوذ من النَوف وهو سَنامُ الجمل، أي حدبته، لارتفاعها. والنَوفُ مصدرُ الفعل نافَ، ينوف، نوفاً، أي ارتفع وعلا وطال.
وناف على الشيء: أشرف، مثل أناف. واشُتقّ من النوف اسم آخر هو مَناف. وهو في الأصل اسم صنم قال ابن الكلبيّ في كتاب الأصنام: «لا أدري أين كان ولا مَن نصبه». وكانت قُريش تسمّي به. وبه سُمّيَ عبد مَناف بن قُصَيّ. وبنو عبد مَناف هم: عبد شمس، وهاشم، والمُطّلَب.
أما الاسم الأخير فهو نَوفل ويتضمّن معنى الزيادة. فالنَوفل هو البحر وزيادة الماء جليّة فيه. والنوفل هو الرجل الكريم المعطاء، أي الكثير العطاء. والنَوفل هو مَن ينفي الظلم عن قومه، أي يدفع عنهم الظلم.
ومن هذا النفَل والنافلة أي العطية. وما يفعله المرء من غير ما فرضٍ ولا وجوب، كنافلة الصلاة. ونُفَيل اسم للرجل تصغير النفل.