هاتِ، يا شِعرُ، مِن عيونكَ واهتفْ
باسمِ مَن أشبعَ السباسِبَ ريّا
كان ربَّ الكلامِ مِن بعد طهَ
وأخاه، وصِهرَه، والوَصِيّا
يا سماءُ اشهدي، ويا أرضُ قُرّي،
واخشعي، إنني أردتُ عَلِيّا
هذه الأبيات من قصيدة للشاعر اللبناني الراحل بولس سلامة يستهلّ بها ملحمتَه الشعرية التي يروي فيها سيرة الإمام علي بن أبي طالب، ابن
عمّ النبي محمد رسول الله، وزوج ابنته فاطمة الزهراء، ووالد الإمامين الحسن والحسين.
وتيمّناً به أصبح اسمُ عَلِيّ من أكثر الأسماء الإسلامية انتشاراً في العالم. والنسبة إلى عليّ: عَلَوِيّ والأنثى عَلوِيّة.
واسم عليّ في اللغة يعني الرفيع والشريف، كما يعني الشديد. من قولهم: علا الشيءُ، يعلو، عُلُوّاً، وعَلِيَ، يَعلَى، عَلاءً، إذا ارتفع، فهو عالٍ، وعَلِيٌّ. وعَلِيَ الرجلُ في المكارم: شَرُفَ.
والعليُّ من الأسماء الحُسنى. وعبدُ العليّ، وعبد العالي، وعبد الأعلى، وعبد المتعالي، كلها أسماءُ علمٍ مركبة بالإضافة.
واسمُ علِيّ مُشتقٌ من أصلٍ لغويّ هو العين واللام والحرف المُعتلّ يدلّ على السُمُوِّ والارتفاع.
ومن ذلك العَلاء، وهو الرفعة والشرف. وبه يسمّى الرجلُ علاء. وعليه قولُ الشاعر الأندلسي لسان الدين بن الخطيب:
وعاذِلةٍ في الجود قلتُ لها
رُويدَكِ، هل نال العلاءَ بخيلُ؟
إذا المرءُ لم يَشْرِ الثناءَ بما اقتنى
فكلُّ كثيرٍ يقتنيهِ قليلُ
وعلاء الدين اسم مركب بالاضافة. واشتُقّت من هذه المادّة أسماء عدّة. منها: عالي،مؤنثه عالِيَة. وعُلَى، مأخوذ من العُلى، وهي الرفعة والمكارم. وكذلك المعالي. وعليه قول المتنبّي:
ذَريني أنلْ ما لا يُنالُ من العُلى
فصعبُ العُلى في الصعبِ والسهلُ في السهلِ
تريدينَ لُقيانا المعالي رخيصةً
ولا بُدّ دونَ الشهدِ مِن إبرِ النحلِ
والعَلياء أيضا الرفعة والشرف، وبها تسمى المرأة عَلياء. وغالباً ما تُلفظ عَليا بترك الهمزة.مؤنث الأعلى، أي الأرفع. والعلياءُ أيضاً كلُّ شيء مرتفع كالماء والشرف ورأس الجبل. ومعالي اسم علم مؤنث مأخوذ من المعالي وهي المكارم. وسمّت العربُ الرجلَ: مُعلّى. والمُعَلّى من سهام المَيسر، وهو نوع من القمار قديماً، والقِدحُ أو السهمُ المُعلّى أكبر تلك السهام نصيباً. ويَعلَى بصيغة الفعل المضارع. وعِليان، وعُلوان، وعُليّان.