لُبْنَى إسم علم مؤنّث مأخوذٌ من اللُبْنَى، وهي شجرة دائمة الخضرة، زهرها أبيض،طيّبة الرائحة، يقطر من قشرتِها صمغ يشبه العسل يستخدم كبخور ويستعمل في علاج بعض الأمراض.
لبنى إسم قديم عرفت به لُبْنَى بنت الحَباب. أحبّها قَيسُ بن ذَريح، من شعراء العصر الأُمَوي وتزوّجها، إلا أنها لم تنجب فأجبره أهله على طلاقها ثم ندم. وازداد شغفه بها ونظم أكثر شعره فيها وهو من شعراء الحُبّ العذري المشهورين، من قوله فيها وقد فارقها:
بَرَت نَبلَها للصَيدِ لُبنَى ورَيّشَتْ
وريّشْتُ أُخرى مِثلَها ورَمَيتُ
فلمّا رمَتني أقْصدَتني بِنَبلِها
وأخطأتُها بالسهمِ حينَ رمَيتُ
وفارقتُ لُبنَى ضِلَّةً فكأنّني
قُرِنْتُ إلى العَيّوقِ ثُمَّ هَوَيتُ
واسم لبنى مشتق من أصل لغوي يدلّ على بياض ومنه اللبن لبياضه، وسُمّيت به شجرة اللُبنى لبياض زهرها وبياض الصمغ الذي يخرج من قشرتها وهو طيّب الرائحةِ، ولذلك تسمّى اللُبنَى شجرة الطيب أيضاً. وممّا اشتق منه أيضاً اللُبان، وهو في الأصل صمغ شجرة اللبى، ثم يُطلَق على العِلكِ عموماً.
وممّا شَذَّ عن معنى البياض كلمة اللُبانَةُ، ومعناها الحاجة إلى شيء لا عن عِوَزِ أو فاقةٍ ولكن لغرض في النفس. يقال:قضى لُبانتَه، أي حاجتَه.ومنه اشتُقَّ اسم العلم المؤنّث لُبانَة.
وقد جمع قيس بن ذريح بين لُبْنَى واللُبانةِ في قولِه:
قد قُلْتُ للقلبِ لا لُبناكَ فاعترفِ
واقضِ اللُبانةَ ما قضَّيتَ، وانصَرِفِ
قد كنتُ أحلِفُ جُهداً: لا أفارِقُها،
أُفٍّ لِكثرةِ ذاكَ القِيلِ والحَلَفِ