بثينة
كان حُبُّ جميل لبثينة في منتهى العفة واستمر على ذلك بعد أن أجبرت على الزواج من غيره.
إذا قُلتُ: "ما بي يا بُثَينَةُ قاتلي
مِنَ الحُبِّ" قالت:"ثابِتٌ ويَزيدُ"
وإن قُلتُ: "رُدّي بَعضَ عَقلي أعِشْ بهِ
معَ الناسِ" قالت:"ذاك مِنكَ بعيدُ"
فلا أنا مردودٌ بما جئتُ طالِباً
ولا حُبُّها في ما يَبيدُ يَبيدُ
هذه الأبيات من قصيدة للشاعر جميل بن مَعمِر في صاحبته بُثَينَةَ وهما من أبطال الحب العُذري في العصر الأموي. وبُثَينَةُ اسمُ علمٍ مؤنّث.وهو تصغير بَثْنَة. والبَثنَة كلمة تدلّ على أشياء تجمع بين معانيها السهولة واللّين وهذا أصلُ المعنى. من ذلك البَثْنَةُ وهي الزُبدة الناعمة، وبها سُمّيت المرأة بَثنة، وبتصغيرها سُمّيت بُثَينة.
والبَثنةُ أيضاً صفة للمرأة الحسناء الناعمة، الغَضّة البَضَّة.والبَثنةُ: النِعمةُ وطيبُ العيش ورخاؤه.
وقيل: البَثنةُ في الأصل هي الأرض السهلة الطيّبة الاِنبات وبها سُمّيَت المرأة بَثنة وبتصغيرها سُمّيت بُثَينة.
ولجميل بن معمر الذي يُعرَف بجميل بُثَينة في صاحبته قصائد كثيرة.وكان أول لقاء بينهما وهي فتاة صغيرة نفّرت إبلاً لجميل فسبّها فردّت عليه
فاستملح سِبابَها فقال في ذلك من قصيدة:
وأوّلُ ما قادَ المَودّةَ بَينَنا
بِوادي بَغيضٍ يا بُثَينَ يا سِبابُ
و قُلنا لها قَولاً فجاءت بِمِثله
لِكلّ كلامٍ يا بُثَينَ جوابُ
وكان حُبُّ جميل لبُثَينة في مُنتهى العِفَة واستمر على ذلك بعد أن أُجبِرت على الزواج من غيره. وهو يُعبّر عن ذلك بِقوله:
إني لأرضى مِن بُثَينةَ بالذي
لوَ ابصَرهُ الواشي لَقَرّتْ بلابِلُهْ
بِلا وبِأن لا أستطيعُ وبالمُنى
وبِالأملِ المَرجُوِّ قد خابَ سائلُه
وبِالنظرةِ العَجلى وبِالحَولِ يَنقضي
أواخِرُهُ لا نلتقي وأوائلهْ