إيران تعلن عن مبادرتها لحل الأزمة السورية
عبد اللهيان في موسكو ومصادر مطلعة تقول "للميادين" إن التنسيق الإيراني الروسي الصيني يأتي في إطار الإستعداد لعقد حوار سوري ثانٍ، ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان طهران عن مبادرتها ذات البنود الست لحل الأزمة السورية.
أعلنت طهران مساء الأحد عن مبادرتها لحل الأزمة السورية والتي تأتي في إطار الإعتقاد الراسخ "بالتسوية السلمية للأزمة" بحسب بيان الخارجية الإيرانية، وفي إطار "عملية ديمقراطية من منطلق الإيمان بأن الشعب السوري هو وحده من يمتلك حق تقرير مصيره ومستقبله السياسي".
وأوضحت الخارجية الإيرانية في البيان أن "هذه المبادرة تصبح قابلة للتنفیذ، عندما یسود التعاطي السیاسی البناء بین كافة التیارات السیاسیة الداخلیة فی سوریة، وكذلك مع الأطراف الإقلیمیة والدولیة المؤثرة فی هذا الموضوع".
وجاء في بنود المبادرة المكونة من ست نقاط ما يلي:
1- الوقف الفوري لكل العملیات المسلحة والعنف بإشراف الأمم المتحدة.
فی هذه المرحلة علی الحكومة وجمیع المجموعات المسلحة المعارضة أن تنهي وفوراً العملیات العسكریة، خاصة في المناطق السكنیة، وأن تتعاون مع ممثل الأمم المتحدة واللجنة التي تعمل تحت إشرافه بهدف تهدئة الأوضاع وإعادة الأمن.
2- البدء بتقدیم المساعدات الإنسانیة إلی الشعب السوري في كافة المناطق المتضررة بدون أي تمییز.
وذلك فور وقف النزاعات والإشتباكات، ولضمان هذا الأمر المهم، یجب إزالة العقوبات الإقتصادیة المفروضة علی سوریة، وإتاحة الظروف لإعادة كافة اللاجئین إلی مناطقهم.
3- تشكیل لجنة مصالحة وطنیة توفر الأرضیة لتشكیل حكومة إنتقالیة تحظی بالإجماع تحضر لانتخابات برلمانية حرة، ولتشكيل مجلس تأسيسي يعمل على إعداد دستور، والتحضير لانتخابات رئاسية في موعدها المقرر. ويجب أن يتم ذلك بالتزامن مع إقرار الأمن والاستقرار، من خلال متابعة الحوار الوطني الشامل بمشاركة جمیع ممثلي الأطیاف والتیارات الإجتماعیة والسیاسیة المختلفة والحكومة السوریة بهدف.
وتتمثل المسؤولیة الاساسیة لهذه الحكومة فی إجراء إنتخابات حرة وتنافسیة لتشكیل البرلمان الجدید، وتشكیل المجلس التأسیسي لإعداد الدستور وإجراء الإنتخابات الرئاسیة فی موعدها المقرر.
4- الإفراج فوراً من قبل الحكومة والمجموعات المعارضة عن جمیع الأشخاص الذین اعتقلوا بسبب نشاطات سیاسیة سلمیة من أي مجموعة وطائفة. والأشخاص الذین إرتكبوا جرائم یجب أن تبت المحاكم المختصة بجرائمهم وبشكل عادل.
5- الوقف الفوري لبث الأخبار غیر الصحیحة عن التطورات في سوریة. وینبغي لكافة وسائل الإعلام والصحافة أن تتمتع بمناخ آمن لإعداد ونشر الأخبار عن الأوضاع الداخلیة السوریة، وأن تتمكن من إیصال وجهات نظر الشعب السوري إلی الرأي العام بعیداً عن التحیز والتصرفات المتسمة بالتمییز.
6- تشكیل لجنة لتقییم الخسائر وإعادة الإعمار وذلك نظراً للخسائر التي لحقت بالبنی التحتیة في سوریة. ومن مسؤولیات هذه اللجنة إتاحة الآلیات المناسبة لاستقطاب وتوجیه المساعدات الخارجیة، وتحدید الأولویات لإعادة الإعمار، وتحدید كیفیة مشاركة المنظمات والدول الصدیقة فی عملیة إعادة الإعمار.
حراك دبلوماسي إيراني على خط الأزمة السورية
وبالتزامن مع الإعلان عن المبادرة التي سبق لمعاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن شرح بعض بنودها لـ"لميادين"، وصل عبد اللهيان مساء الأحد إلى العاصمة الروسية موسكو للتشاور مع المسؤولين الروس حول آخر تطورات هذه الأزمة.
وتأتي زيارة عبد اللهيان لموسكو بعد أيام قليلة على تأكيد الأخيرة ثبات موقفها حيال الأزمة السورية، وكذلك بعد حوالي أسبوع على اجتماع لجنة المتابعة للحوار الوطني السوري المنبثقة عن مؤتمر طهران الذي عقد في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والذي سبقه تنسيق إيراني روسي من خلال زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران ميخائيل بوغدانوف.
وكانت مصادر مطلعة صرّحت لـ"لميادين" أن "التنسيق الإيراني الروسي يأتي في إطار الإستعداد لعقد مؤتمر حوار سوري ثانٍ"، مشيرة إلى "زيارة رئيس إئتلاف قوى التغيير السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء السوري د. قدري جميل الأخيرة إلى موسكو"، إضافة إلى الزيارة الحالية التي يقوم بها وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر إلى العاصمة الصينية بكين.
إشارة إلى أن المؤتمر الأخير حضره ممثلون عن عدة دول أبرزها الصين وروسيا ودول مجموعة البريكس، وكذلك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة. وشاركت فيه حوالي مئتي شخصية سورية من مختلف القوميات والأحزاب والمذاهب والأديان والعشائر المعارضة أو المستقلة، إضافة إلى مجموعة من الشخصيات المستقلة والتي عرفت باسم لجنة الحكماء فيما قاطعه الائتلاف الوطني السوري، وصدر عن الإجتماع في حينها بيان من ١٣ بنداً شدد فيها على "الحل السلمي للأزمة السورية".