مجلس الأمن بإنتظار الإبراهيمي:"الوحشية مروّعة"
منسق الأمم المتحدة لعملية السلام يحذّر من وصول الصراع في سورية إلى مستويات مروّعة من الوحشية،فيما يترّقب مثول لأخضر الإبراهيمي أمام مجلس الأمن والجمعية العمومية في اليومين القادمين.يأتي ذلك تزامتاّ مع إسقاط مروحية سورية بصاروخ أرض-جوّ للمرة الاولى.
حذّر منسّق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، من أنّ «الصراع في سورية قد وصل إلى مستويات جديدة مروّعة من العنف والوحشية».وأعلن سيري أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «يواصلان جهودهما من أجل التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة في سورية وإبعاد الأطراف عن اللجوء إلى الخيار العسكري السائد حالياً ". يشار إلى أنّ الإبراهيمي سيتحّدث لمجلس الأمن غداً وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال يومين.وأثنى سيري على جهود القيادة اللبنانية في النأي بالبلد عن الأزمة السورية، موضحاً أن هذه الجهود تستحق الدعم والتأييد من قبل المجتمع الدولي. وقال إنّ "ضمان استقرار لبنان يتطلب من جميع الأطراف مواصلة ممارسة ضبط النفس وتجنب التحريض والتعاون، خاصة في ظل الإستعدادات الجارية لإجراء إنتخابات العام المقبل".وللمرة الأولى منذ إندلاع النزاع في سورية قبل نحو 20 شهراً، أسقط المسلّحون بصاروخ أرض - جوّ طوافة في ريف حلب، بينما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ المسلحين حصلوا على عشرات الصواريخ المماثلة مؤخراً.وذكر المرصد انّ القوات السورية حشدت تعزيزات في منطقة البساتين الواقعة بين كفرسوسة في غرب دمشق وداريا قرب العاصمة إستعدادا لتكثيف هجماتها على معاقل المسلحين في ريف العاصمة.
وكتبت صحيفة «البعث» السورية "بإيقاعات سريعة وقوة نارية كثيفة ومركزة، بدأت قواتنا المسلحة المرحلة الأخيرة في معركة الحسم النهائي مع تنظيم القاعدة بمجموعاته المحلية التكفيرية والأجنبية المرتزقة على إمتداد الجغرافيا السورية".
وقال ديبلوماسيون أوروبيون، في بروكسل، إنّ لندن تضغط، بدعم فرنسي، على الإتحاد الأوروبي من أجل تعليق حظر إرسال الأسلحة إلى سورية، من اجل تمرير السلاح إلى المعارضين. وأوضحوا أن ديبلوماسيين أوروبيين بحثوا هذا الأمر أمس، على أن يستكملوا مشاوراتهم اليوم، لكن العديد من الدول الأوروبية عبرّت عن تحفظّها حيال هذا الأمر.
وإعتبر رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف، في مؤتمر صحافي بعد إجتماعه مع نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت في باريس، إنّ "مسؤولية هلاك الناس في سورية تقع على عاتق الحكومة السورية والمعارضة على نحوّ سواء". وأضاف "يمكن أنّ نوّجه إنتقادات إلى الرئيس الأسد والمعارضة على نحو سواء، لأن الدماء بادية على هؤلاء وأولئك، وهم يتقاسمون المسؤولية عما يحدث هناك".وتابع :"علينا أن نُجلسهم حول طاولة المحادثات ونرغمهم على التوّصل إلى إتفاق من أجل مستقبل الشعب السوري وليس من أجل مستقبل الرئيس الأسد. ولا نريد أن يبدأ الاقتتال بين المجموعات الأثنية والدينية هناك ".وقال ميدفيديف :"لا توجد لدينا علاقات خاصة مع الرئيس بشار الأسد، كما كانت للإتحاد السوفياتي مع والده. مثل هذه العلاقات غير موجودة حاليا". وأكدّ أنّ "العلاقات بين موسكو ودمشق هي علاقات عملية إعتيادية"، موضحاً "لا تدخل ضمن مهماتنا مسألة مساندة مثل هذه الأنظمة مهما كلف الأمر".وكررّ أنّ تسوية النزاع في سورية يجب أنّ تتحقق على أيديّ السوريين أنفسهم.
وفي طهران، وصف ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية لدى الحرس الثوري العميد يد الله جواني "خطة تركيا لنشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سورية بأنه تكرار لخطأ أنقرة الاستراتيجي"، موضحا أن "تركيا منذ بدء الأزمة في سورية، إنطلت عليها خدعة الغرب والصهاينة، وقامت بأداء دور في تفاقم الأزمة في سورية من خلال تقوية الجماعات المخربة". وتابع "إذا كان هناك تصوّر بأن تركيا بصدد التدخل العسكري في سورية من خلال هذه الخطة (نشر صواريخ باتريوت) فإن عليها أن تعلم أنها ستتكبد تكاليف اكبر من السابق، وستتضرر بشدة".