ملوك الخليج في ورطة
الفرضيات التي تستند إليها دول الخليج بشأن استقرار الحكم فيها، من توزيع الثروات على المواطنين مقابل الحكم، والحديث أن النظام القبلي هو الأفضل لهذه الدول، وصولاً إلى ورع الحكام، لم تعد مقنعة.
تبدو ممالك وإمارات الخليج مستقرة، مقارنة بغيرها من دول المنطقة. لكن الواقع مغاير تماماً. فهذه الدول ترزح تحت وطأة مشاكل سياسية واقتصادية كثيرة. لكن استراتيجيات البقاء التي تتبعها هذه الدول، مكنتها من الإستمرار واسترضاء المعارضة أو تهميشها.
وترجمت مرحلة ما بعد الثورات العربية في دول الخليج بطرق مختلفة، وذلك وفقاً لظروف كل دولة. وتراوحت الأساليب ما بين أعمال شغب في الطرقات سقط ضحيتها شهداء في المناطق الأكثر فقراً، ومعارضة إلكترونية في الدول الأكثر غنى.
وفي الحالتين، أتى الرد قمعياً. الفرضيات الثلاث التي تستند إليها دول الخليج بشأن استقرار الحكم فيها لم تعد صالحة، فنظام توزيع الثروات على المواطنين مقابل الحكم، والحديث عن أن النظام القبلي هو الأفضل لهذه الدول، وعن ورع الحكام، كلها أمور لم تعد مقنعة. الكثير من المناطق باتت ترزح تحت وطأة الفقر، وعدد العاطلين من العمل أصبح مخيفاً، كما أن عدداً كبيراً من الشبان باتوا يجاهرون برفضهم للوضع الراهن، وتضامنهم مع حركات "الربيع العربي".