مراكز أميركية: صفقة تاريخية مع إيران
إستعادت مراكز الأبحاث الأميركية زخم إهتماماتها بعد فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية، وتناولت تدهور الأوضاع السورية وآفاق العلاقة المستقبلية مع مصر، وتعزيز الإنتشار العسكري الأميركي في آسيا.
أعرب معهد واشنطن Washington Institute عن اعتقاده ان الرئيس اوباما في مطلع ولايته الثانية سيعمل على انجاز "صفقة تاريخية" مع ايران "لامتحان صدقيتها بحل ديبلوماسي قبل التوجه لاعتماد خيارات اخرى، في منتصف عام 2013 على الارجح"، وكذلك لجوء اوباما الفوري "لزيادة الدعم العسكري، فتكاً وحجماً، للمعارضة السورية، استكمالاً للمظلة السياسية الجديدة التي تسعى الولايات المتحدة الى بلورتها" في المنطقة.
على الصعيد السوري، اعربت مؤسسة هاريتاج Heritage Foundation عن اعتقادها باستمرار تفاقم حدة الصراع "نظراً لفشل سياسة الادارة الاميركية في صون المصالح القومية الاميركية طويلة الامد،" محذرة من نفاد حيز العمل المتاح امام الرئيس اوباما في ولايته الجديدة.
وفي الشأن السوري أيضاً، حذر معهد كارنيغي Carnegie Endowment من اندفاعة اميركية لدعم جهود المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي "خشية صبغ مهمته بطبعة اميركية، لا سيما تمسكه باعلان جنيف للتفاوض بين الرئيس الاسد والمعارضة، مما سيؤدي الى انشاء حكومة انتقالية." كما اعرب عن شكوكه لقدرة قوى المعارضة السورية على بلورة تجمع شمولي فاعل "يحل محل كافة التشكيلات الراهنة."
من جهته كرس معهد الدراسات الحربية Institute for the Study of War جهوده لرصد نشاطات قوى المعارضة المسلحة، بغية تتبع المجموعات المختلفة في الداخل السوري، وقال ان منهجية تتبعه افضت الى "توصيف دقيق للتغيرات في قدرات قوى المعارضة، واهدافها، وحدودها القصوى".
"كابوس" الترسانة الصاروخية في ليبيا
روج معهد الدراسات اليهودية لشؤون الامن القومي JINSA للجيل الثالث من الصاروخ الباليستي في الترسانة "الاسرائيلية،" آرو 3، والذي "باستطاعته الانطلاق فور استشعاره قدوم قذيفة صاروخية، وتعديل مسار رأسه المتفجر نحو الهدف باستخدام تقنية محرك النبض المزدوج، والانقضاض على الهدف في مجال الفضاء الخارجي". واستطرد المعهد في رواية مزايا الصاروخ "تحسباً لاطلاق موجة كبيرة من الصواريخ الموجهة. اذ باستطاعة منظومة شبكة الرادار الخاصة تعقب 30 هدفا" في آن واحد.
أما الترسانة الليبية من الصواريخ المحمولة على الكتف للدفاعات الجوية، فكانت محور اهتمام مؤسسة هاريتاج Heritage Foundation خشية وقوعها في ايدي مجموعات مسلحة متعددة، معربة عن قلقها من تمكن البعض من "تهريب تلك الصواريخ الى داخل الولايات المتحدة، والاغراءات الذي توفره الصواريخ المحمولة لمجموعات ارهابية مثل القاعدة للقيام بشن هجوم على وسائل النقل الجوي".
وفي السياق العسكري نفسه، تناول معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، مسألة تعزيز الانتشار العسكري الاميركي قرب السواحل الاسيوية، الذي يتطلب العمل لبلورة علاقات امتن بين الولايات المتحدة والهند. وحث المعهد صناع القرار على "تطوير العلاقات الدفاعية والامنية" بين البلدين اللذين يتعين عليهما "التوصل لارساء علاقة عمل مشتركة وثابتة تخولهما العمل في مجالات تعود بالمنفعة المتبادلة عليهما".
تعزيز العلاقة مع الإسلاميين في مصر
تدهور العلاقات المصرية الاميركية كانت محطة اهتمام مركز ويلسون Wilson Center الذي حذر من تصاعد ذروة اشتباك القوى في مصر، في ظل "نقص حاد لتوفر الوقود وعبوات غاز الطهي وظهور خطوط انتظار طويلة امام محطات الوقود، وتراجع السلطات عن قراراتها لاغلاق المحال التجارية مبكراً امام ضغط ارباب العمل"، محذراً من دعم "القوى العلمانية واليسارية، او المتطرفين الاسلاميين لمطالب الفقراء بتأزيم الاوضاع في وجه الرئيس مرسي وحكومته، وهل ستفلح مساعيهم بتوجيه اللوم الى الولايات المتحدة الى جانب الرئيس المصري لمسؤولية خفض الدعم عن المواد الاساسية والتوجه نحو السفارة الاميركية".
وعلى صعيد العلاقة مع الحركات الاسلامية، اعرب معهد واشنطن Washington Institute عن عزم اوباما في ولايته المقبلة "التوصل الى بناء علاقة نوعية مع الزعامة الاسلامية الجديدة في مصر، تتيح المجال لمساحة افضل من التفاهم المشترك حول نواياها المستقبلية".