"شروط" وفد أوروبي تلغي زيارته إلى إيران

إيران ترفض السماح لوفد برلماني أوروبي كان يعتزم زيارة طهران بلقاء المخرج السينمائي جعفر باناهي والمحامية نسرين ستوده المعتقلين لأسباب سياسية، كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية السبت.

يتعرض الوفد الأوروبي لضغوط كبيرة من أجل إلغاء الزيارة

ألغى وفد أوروبي زيارة كان يعتزم القيام بها إلى إيران بسبب عدم موافقة السلطات الإيرانية على شرط وضعه للزيارة وهو لقاء معتقلين سياسيين في السجون الإيرانية. وقال مستشار رئيس مجلس الشورى الايراني للشؤون الدولية حسين شيخ الاسلام إنَّ "ايران رفضت شرطاً وضعه الوفد البرلماني للاتحاد الاوروبي الذي يريد لقاء سجينين"، كما نقلت وكالة الأنباء الطلابية. وأضاف "اذا كان الوفد موافقا على القدوم إلى إيران على الرغم من ذلك وفق البرنامج المعد مبدئيا، فليس هناك أي اعتراض على الزيارة. لكن لا يمكننا قبول هذا الشرط المسبق". ولم يذكر شيخ الإسلام اسم السجينين لكنه قال لوكالة "الأنباء مهر" إنَّ "الوفد الاوروبي يريد لقاء سجينين سياسيين لتسليمهما جائزتهما"، في تلميح مباشر إلى باناهي وستوده.

وكانت ترددت أنباء عن احتمال إلغاء الزيارة إلا أن مسؤولين إيرانيين معنيين مباشرة بالزيارة لم يؤكدوا ذلك كما لم يؤكدوا انها ستحصل، وأوضحوا أن الضغوط كبيرة جدا على الوفد الأوروبي لإلغاء الزيارة.

العقوبات وحقوق الانسان.. ملفان حاضران

وفد البرلمان الأوروبي ترأسه الفنلندية عن حزب الخضر تریا کورنبرغ ويضم كلا من کورنلي ارنست وجوزف ویدن‌هولزر وایزابل دورانت وخوان فرناندو لوپز آغیلار، وكان سيجري خلال زيارته التي حددت بأسبوع عددا من اللقاءات مع المسؤولين الإيرانيين وخاصة في مجلس الشورى الإسلامي.

المتحدثة باسم رئيسة الوفد (آن هیلدن) قالت في تصريح لوكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية قبيل الزيارة "إن مناقشة العقوبات على ايران ضمن جدول أعمال الوفد"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتعامل مع ايران على محورين الأول هو العقوبات والثاني هو المباحثات.

هيلدن أشارت أيضا إلى مناقشة موضوع حقوق الإنسان في ايران، الأمر الذي أوضحه مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام بالقول: إن الوفد البرلماني الأوروبي وضع شروطا قبيل الزيارة تتركز على زيارة سجينين سياسيين ايرانيين الأمر الذي رفضناه.ويبرر الوفد هدفه بلقاء السجينين وهما المخرج جعفر بناهي والمحامية نسرين ستودة بتسليمهما جائزة ساخاروف التي حصلا عليها من البرلمان الأوروبي.يذكر أن هذا الاجتماع هو الرابع بين البرلمان الأوروبي وايران وكانت ثلاثة اجتماعات سابقة قد عقدت في تشرين الأول اكتوبر 2006 وفي كانون الأول ديسمبر 2007 وآخرها في تشرين الثاني نوفمبر 2008.

من جولة المباحثات التي عقدت في اسطنبول

مواقف معارضة للزيارة

تبدي ايران انفتاحا لمناقشة التخصيب عند مستوى العشرين بالمئة

وكانت زيارة وفد البرلمان الأوروبي قد لاقت اعتراضا من قبل عدد من البرلمانيين الأوربيين وتعرضت لضغوطات اسرائيلية كبيرة.نائب رئيس البرلمان الإسباني المحافظ إليخو فيدال كوادراس قال: "إن على أوروبا ألا توجه رسائل ملتبسة إلى النظام الإيراني، وينبغي إلغاء هذه الزيارة".فيما وجه النائب الاوروبي الاسكتلندي ستروان ستيفنسون الذي يترأس ايضا بعثة البرلمان الاوروبي للعلاقات مع العراق انتقادا الى الزيارة.كما وتتزامن الزيارة الملغاة مع زيارة تقوم بها لجنة الصداقة الألمانية - الايرانية للعاصمة طهران أيضا.

وكان الاتحاد الأوروبي قد شدد قبل أسبوعين عقوباته على ايران على خلفية برنامجها النووي. وطالت العقوبات الجديدة قطاعات البنوك والشحن البحري والصناعة والاتصالات الإيرانية .وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون انها تأمل أن يقنع تشديد الضغوط على إيران بتقديم تنازلات وأن تستأنف المباحثات النووية "في القريب العاجل".طهران من جانبها أكدت مرارا أنها قدمت خلال الجولة الأخيرة من المباحثات في موسكو مجموعة من المقترحات وهي بانتظار الرد الأوروبي.وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية فريدون عباسي أكد الأسبوع الماضي أن الجولة المقبلة من المباحثات النووية بين ايران ومجموعة (5 +1) ستكون ايجابية حتما، لو إحتُرِمَت حقوق ايران النووية، مشددا على أن ايران لم تترك يوما طاولة المفاوضات وانها اجرت مؤخراً عدة جولات من المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قد كشف في وقت سابق بأن الجولة المقبلة من المباحثات بين ايران ومجموعة (5+ 1)ستجري خلال شهر تشرين الثاني ـ نوفمبر المقبل معربا عن أمله أن تتم المباحثات بالكثير من الواقعية.وكان علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي قد أعلن أن ايران ليست بحاجة لانتاج وقود نووي مخصب بنسبة عشرين في المئة مؤكدا أن اتخاذ القرار في هذا الأمر يعود لايران ورؤيتها لمصالحها الوطنية.وأوضح بروجردي أنه في حال تم تأمين الوقود المخصب بنسبة عشرين في المئة فما حاجة ايران لانتاجه.بدوره أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست في تصريحات له أخيرا استعداد بلاده لرفع هواجس الدول المدعیة وتبدید القلق في الاطار القانوني ومناقشة التخصیب بنسبة 20 بالمائة شريطة اتخاذ الطرفين اجراءات متبادلة ومتكافئة ومماثلة.

اخترنا لك