مباركة لـ"الرفيق"تشافيز ..وواشنطن متضعضعة"

الرئيس الفنزويلي المنتخب لولاية ثالثة ينال "تبريكات" قادة اليسار الأميركي اللاتيني والصين وإيران ، فيما بانت التصريحات الأميركية متناقضة بشأن فوزه ، مما يعكس حالة من الضعضعة في واشنطن.

الرئيس المنتخب هوغو تشافيز

سارع قادة الدول اليسارية في أميركا اللاتينية إلى تهنئة تشافيز، وهم رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر، ورئيسا الإكوادور رافاييل كوريا وبوليفيا إيفو موراليس، والرئيس الكوبي راؤول كاسترو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي «نتمنى لفنزويلا تحقيق نجاحات جديدة في تطوير البلاد بقيادة الرئيس تشافيز». وهنأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد نظيره الفنزويلي معتبراً إياه "أخاًَ ". من جهتها، هنأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الرئيس الفنزويلي المنتخب. ورحبت بالإقبال الكبير على التصويت وبالأجواء الهادئة التي سادت العملية الانتخابية بعد إعلان النتائج، مشيرة إلى أن «هذا دليل على التزام الشعب الفنزويلي بالديموقراطية».وفي تصريحات تعكس الضعضعة الأميركية حيال فوز تشافيز قال المتحدث باسم دائرة أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الأميركية وليام اوستيك «نعتقد أنه من الضروري الأخذ بالاعتبار في المستقبل رأي أكثر من ستة ملايين شخص صوتوا لمصلحة المعارضة»، مهنئاً الفنزويليين على «مشاركتهم القوية وطريقة إجراء الانتخابات التي كانت سلمية عموماً». في المقابل، اتهمت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي ايلينا روس ليتينين الرئيس الفنزويلي بالسعي للاحتفاظ بمنصبه بأي ثمن بما يشمل التلاعب والترهيب.

وكان هوغو تشافيز الذي فاز بولاية ثالثة من ست سنوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد في فنزويلا، قدّ تمكّن من فرض نفسه في موقع رجل البلاد القوي منذ انتخابه في المرة الاولى عام 1998 رغم انه يثير الجدل في بلاده وخارجها بـ"ثورته الاشتراكية" واسلوبه المسرف في الحيوية والاسهاب.

وقد فاز هذا المظلي السابق الذي اضعفته اليوم العلاجات الطبية اثر اصابته بسرطان تم تشخيصه عام 2011، بكل الانتخابات التي خاضها رغم اتهام معارضيه له "بالتسلط".

وانتخب الاحد ب54,42% من الاصوات مقابل 44,97% لمرشح المعارضة انريكي كابريليس رادونسكي بحسب النتائج بعد فرز 90% من الاصوات وهي ثالث مرة ينتخب فيها رئيسا بعد العامين 2000 و2006، منذ اقرار الدستور الجديد عام 1999.

ويضمن له فوزه الانتخابي اذا ما سمحت له صحته بذلك ان يستمر في ممارسة الحكم حتى 2019 على اقل تقدير في بلد يملك اكبر احتياطي نفطي في العالم، ليواصل مشروعه القاضي باقامة "اشتراكية القرن الحادي والعشرين".

وبعدما كان تشافير في الماضي خطيبا لا يكل على غرار الكوبي فيدل كاسترو الذي يقتدي به، بدا في الاونة الاخيرة مضعفا وقد فقد شعره وهزل كثيرا اثر عمليتين جراحيتين خضع لهما في 2011 و2012 في كوبا لمعالجته من سرطان في الحوض يقول اليوم انه "تعافى منه تماما".

المرشح صاحب الانقلاب الفاشل

ولد تشافيز في 1954 لابوين معلمين بولاية باريناس (جنوب غرب)، وهو اب لاربعة ابناء يدين بالكاثوليكية، وقد طلق زوجتين.

بدأ تشافيز منذ 1982 يعد مشروعه الاشتراكي المستوحى من سيمون بوليفار الشخصية الرمز في الكفاح من اجل استقلال البلاد من الاسبان.

وفي 1992 نفذ اللفتنانت كولونيل في سلاح المظليين هوغو تشافيز انقلابا فاشلا على الرئيس كارلوس اندريس بيريز الذي القى به في السجن سنتين، الامر الذي جعله يحظى بشعبية كبيرة.

وبعد ست سنوات قاد تحالف احزاب يسارية الى الفوز بالانتخابات الرئاسية بـ56 بالمئة من الاصوات.

وبنى هوغو تشافيز الذي يقود اكبر دولة مصدرة للنفط في اميركا الجنوبية، شعبيته على عدة برامج اجتماعية في الصحة والتربية حتى اصبح الناس الاكثر فقرا يشعرون بامتنان لا حدود له ويكررون انه اعاد لهم "كرامتهم" رغم تضخم كبير.

في المقابل ياخذ عليه منتقدوه انه يفرض حضورا طاغيا ويسخر موارد الدولة في خدمة قضية واحدة هي البقاء في الحكم.

وتشافيز الذي لا يرحم خصومه ويتمتع بكاريزما قوية ويمكنه ان يمزج في خطاب واحد اغنيات شاعرية وشتائم وثقافة واسعة، طور اسلوبا في الحكم غير تقليدي يستند فيه الى حدسه وما تعلمه من تدريبه العسكري.

وتعتبر المؤرخة مرغاريتا لوبيث مايا التي كانت حليفته قبل ان تنتقل الى المعارضة ان "تشافيز مزيج متناقض من اليسارية والنزعة العسكرية ولديه اقبال مفرط على السلطة، واحد اكبر دوافعه هو البقاء في الحكم بلا حدود".

وبعد محاولة الانقلاب التي تعرض اليها في 2002، قرر الرئيس ان العالم ينقسم الى فئتين: اصدقاء وخصوم واصفا معارضيه بانهم "خونة" و"بلا وطن".

لكن ينظر اليه خارج حدود بلاده على انه نموذج وممول لعدة زعماء يساريين في اميركا اللاتينية.

وهو من اشد انصار وحدة اميركا اللاتينية، وقد اقام هيئات للتكامل الاقليمي وتحالفات استراتيجية مع روسيا والصين وايران، ودعم قادة مثيرين للجدل مثل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد.

وفي الوقت نفسه اثبت عن براغماتية فلم يعمد يوما الى تعليق امدادت النفط الى الولايات المتحدة رغم انتقاداته اللاذعة "للامبريالية الاميركية".

تشافيز يفوز بـ54,42% من الاصوات مقابل 44,97% بعد فرز 90% منها

اخترنا لك