إتفاق أمني موسع بين السودانين
عودة تصدير نفط الجنوب من موانئ الشمال بعد اتفاق السودان والجنوب السودان في أديس أبابا، فيما تبقي الخلافات الحدودية على احتمالات توتر العلاقات بينهما مستقبلاً.
بدأ قادة السودان وجنوب السودان، وعلى رأسهم الرئيسان عمر البشير وسالفا كير اليوم الخميس توقيع سلسلة إتفاقات تعاون وأمن تم التوصل إليها ليل أمس في ختام أربعة أيام من المفاوضات الماراتونية في أديس ابابا.في المقابل لم تتفق الخرطوم وجوبا على المسائل الحساسة المتعلقة بوضع منطقة أبيي المتنازع عليها وترسيم حدودهما المشتركة، والعالقة منذ استقلال جنوب السودان في تموز-يوليو 2011.
وتوصل زعماء السودان وجنوب السودان إلى اتفاق أمني موسع سيسمح باستئناف صادرات النفط من الجنوب عبر الشمال التي تحتاجها الدولتان بشدة، لكنهما فشلتا في حسم نزاعات أخرى هامة تولدت عن تقسيم أكبر دولة في أفريقيا العام الماضي.
وتم التوصل إلى الإتفاق أمس الأربعاء بعد مفاوضات إستمرت ثلاثة أسابيع وهو يعد شريان حياة لاقتصاد البلدين. ومن المفترض أن يمنع أي معارك من النوع الذي اندلع على طول الحدود في أبريل-نيسان الماضي، والتي كانت أسوأ أعمال عنف منذ انفصال جنوب السودان عن السودان في يوليو-تموز عام 2011 بموجب اتفاق أنهى عقوداً من الحرب الأهلية.
وقال باجان أموم كبير مفاوضي جنوب السودان في أديس أبابا حيث وقع رئيسا البلدين الإتفاق "لقد بدأنا الإستعدادات بالفعل، وأعتقد أنه بنهاية العام سيتدفق النفط".
واجتمع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير في أديس أبابا ست مرات منذ يوم الأحد في مسعى لإبرام اتفاق ضروري لإحياء إقتصاد البلدين بعدما أوشكا على الدخول في حرب شاملة.
ومنحت الأمم المتحدة للدولتين مهلة حتى يوم 22 سبتمبر-أيلول للتوصل إلى اتفاق لكن جرى تمديد هذه المهلة بشكل غير رسمي إلى حين انتهاء إجتماع القمة بين زعيمي الدولتين في أديس أبابا. وحذر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة من فرض عقوبات على الدولتين إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق.
ويسمح الإتفاق لجنوب السودان الذي ليس لديه موانيء، باستئناف صادرات النفط عبر السودان إلى موانيء على البحر الأحمر وهو ما سيوفر لاقتصادي البلدين المتراجعين عملة أجنبية صعبة. وكان الجنوب قد أوقف الإنتاج الذي يصل إلى 350 ألف برميل بترول في اليوم في يناير كانون الثاني، بعد أن اختلف الجانبان على رسوم عبور الصادرات.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات أن مراسم التوقيع التي كان مفترضاً أن تتم أمس الأربعاء أجلت في اللحظة الأخيرة بسبب خلاف على بعض التفاصيل.
وقال أمس السفير العبيد مروح الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية السودانية إن "الإتفاق سيوقع غداً (الخميس)".
كما نقلت الإذاعة السودانية عنه قوله إن "الإرادة السياسية متوفرة لدى قيادة البلدين للتوصل لحل كافة القضايا".
ورغم الضغوط التي مارسها الإتحاد الأفريقي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى، فشل الجانبان في التوصل إلى اتفاق بشأن خمسة مواقع على الأقل منتجة للنفط تتنازعها الدولتان على الحدود.
وما زال ينبغي للجانبين الإتفاق على ترسيم الحدود بينهما التي تمتد 1800 كيلومتر حيث يتنازعان على ما لا يقل عن خمسة قطاعات حدودية. وسيتعين على الأرجح تحديد مصيرها في محادثات في المستقبل أو من خلال عملية تحكيم دولي تستغرق وقتاً طويلاً.
وبحث البشير وكير أيضاً إيجاد حل للنزاع بشأن منطقة أبيى الحدودية لكن خططاً سابقة لإجراء إستفتاء تعثرت بسبب خلاف بشأن من يحق له التصويت.