واشنطن كانت تعلم بـ"مجزرة صبرا وشاتيلا " قبل حدوثها

تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية يكشف، بعد مرور 30 عاماً على مجزرة "صبرا وشاتيلا " أن تل أبيب وواشنطن كانتا على علم مسبق بأمر تنفيذها، موّثقة ذلك بـ"مستندات تاريخية".

30 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في وثائق تاريخية جديدة أن" إسرائيل كانت تعرف مسبقاً بأمر المجزرة في مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982 وهي ترجّح توّرط جهات أميركية أيضاً فيها".وتمكنّت الصحيفة من العثور على "مستندات تاريخية" إسرائيلية توّثق حوارات جرت بين مسؤولين أميركيين خلال هذه الفترة، ونقلت وثيقة صادرة في 17 أيلول 1982 وقائع جلسة عقدت بين وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون ومبعوث الرئيس الأميركي رونالد ريغان إلى الشرق الأوسط موريس درابر.وبحسب الوثيقة، فقد طمأن شارون درابر إلى أن إسرائيل لن تورّط الولايات المتحدة في الجريمة، قائلاً: "إذا كنت متخوّفاً من أن تتورط معنا، فلا مشكلة، يمكن لأميركا بكلّ بساطة أن تنكر الأمر أو علمها به، ونحن بدورنا سننكر ذلك أيضاً"، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحوار يؤكد أن "الإسرائيليين كانوا على علم بأن "حلفاءهم اللبنانيين" دخلوا المخيم، وأن عمليات تصفية عشوائية قد بدأت".وتتحدث وثيقة أخرى عن لقاء جرى بين الموفد الأميركي وشارون بحضور السفير الأميركي سام لويس، ورئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك رافائيل إيتان، ورئيس الاستخبارات العسكرية يهوشع ساغي، ذكّر خلاله درابر بموقف بلاده المطالب بانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من بيروت، وعلى ذلك ردّ شارون قائلاً: "إن "الإرهابيين" لا يزالون في العاصمة، ولدينا أسماؤهم، وعددهم يتراوح ما بين 2000 و3000"، متسائلاً: "من سيتولى أمن المخيمات(الفلسطينية)؟"، فأجاب درابر أن "الجيش وقوى الأمن اللبناني ستقوم بذلك"، وبعد مفاوضات توّصل الطرفان إلى إتفاق يقضي"بانسحاب إسرائيل من لبنان خلال 48 ساعة، بعد تطهير المخيمات".وأضافت الصحيفة: "لم يترك شارون طاولة الاجتماع إلا بعدما تأكد من أن الإتفاق لا يحمل أي إلتباس، إذ حددّ المخيمات التي سيدخلها لتصفية "الإرهابيين"( كما وصفهم حرفياً) وهي صبرا وشاتيلا، برج البراجنة، الفاكهاني"، وعندها قال درابر: "لكن البعض سيزعم أن الجيش الإسرائيلي باقٍ في بيروت لكي يسمح للبنانيين بقتل الفلسطينيين"، فما كان من شارون إلا أن ردَ "سنقتلهم نحن إذاً، لن نبقي أحداً منهم، لن نسمح لكم، ويقصد للولايات المتحدة بإنقاذ هؤلاء الإرهابيين"، وبسرعة ردّ درابر "لسنا مهتمين بإنقاذ أحد من هؤلاء"، وكررّ شارون "إن كنتم لا تريدون أن يقتلهم اللبنانيون فسنقتلهم بأنفسنا"، وأعاد السفير درابر موقف الإدارة الأميركية بالقول:"نودّ منكم الرحيل، دعوا اللبنانيين يتصرفون".وتابعت الصحيفة: "بعد هذه المحادثة بثلاثة أيام بدأ الانسحاب الإسرائيلي في السابع عشر من أيلول، وقد شهد ذلك النهار أسوأ لحظات "المذبحة"، قوّات منظمة التحرير الفلسطينية كانت بالفعل قد أخلت بيروت، وبعد ليلة ثانية من الذبح والرعب، "،وبعدما علم بفظاعة المذبحة في المخيمات، وجه درابر برقية إلى شارون كتب فيها "هذا رهيب، لدّي ممثل في المخيمات، وهو يعدّ الجثث، يجب عليكم أن تخجلوا"، كذلك وبّخ الرئيس الأميركي رونالد ريغان رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن بعبارات قاسية غير معتادة".

بين 2500 و3000 شهيد

وكانت نفذّت هذه المجزرة المروّعة قدّ  نفذّت في مخيميّ صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في 16 أيلول 1982 وإستمرت لمدة ثلاثة أيام بإشراف جيش الإحتلال الإسرائيلي.عدد القتلى في المذبحة لم يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 2500 و3000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزّل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانييّن أيضاً .

وفي 1 نوفمبر 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقررّ رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهـَن، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميّت "لجنة كاهن". وفي 7 فبراير 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررّت أن وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية غير مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دونها. كذلك انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وزير الخارجية إسحاق شامير، رئيس أركان الجيش رفائيل إيتان وقادة المخابرات، قائلةً إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت.رفض أريئيل شارون قرار اللجنة ولكنه استقال من منصب وزير الدفاع عندما تكثّفت الضغوط عليه. وبعد استقالته عيّن شارون وزيرا للدولة دون حقيبة.

مجزرة صبرا وشاتيلا : 3000 شهيداً فلسطينياً ولبنانياً

اخترنا لك