هل يعتذر مهندس البرنامج النووي الباكستاني؟
حزب الشعب الباكستاني الحاكم ينفي ما ذكره مهندس البرنامج النووي الباكستاني عبد القدير خان عن قيامه بنقل تكنولوجيا نووية إلى بلدان أخرى، بأوامر من رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو.
نفى حزب الشعب الباكستاني الحاكم أمس السبت ما ذكره مهندس البرنامج النووي الباكستاني عبد القدير خان من معلومات عن قيامه بنقل تكنولوجيا نووية إلى بلدان أخرى بأوامر من رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو.
ووصف المتحدث باسم حزب بوتو السناتور فرحة الله بابر تصريحات خان، بأنها "متأخرة ومحاولة يائسة للتكفير عن ذنب نشر الأسلحة النووية" من خلال ربطها باسم بنازير بوتو، وتابع بأنها محاولة لتجميل "جريمة جلبت عاراً كبيراً وألحقت بباكستان أضرار لا تحصى"، مشيراً إلى أنه "من المثير للاشمئزاز سعي (عبد القدير) خان بعد مرور حوالى عقد من الزمن إلى تبييض صورته عبر إلقاء اللوم على الشهيدة بوتو بعد رحيلها"، ومضى قائلاً إن خان "يدين الآن باعتذار علني آخر إلى روح بوتو ومحبيها بسبب إدعاءات لا أساس لها".
وصرّح عبد القدير خان أمس السبت في مقابلة مع صحيفة "جانغ" الباكستانية أنه قام بنقل التكنولوجيا النووية بناء لطلب رئيسة الوزراء بنازير بوتو، دون أن يسمي هذه البلدان كما لم يحددّ متى أعطت بنازير بوتو أوامرها. وتولت بنازير بوتو رئاسة الحكومة من 1988 الى 1990 ومن 1993 الى 1996.
وقال خان إن "800 شخص على الأقل يشرفون على العملية، وقد إستدعتني بنازير بوتو وحددّت البلدين اللذين يتعين مساعدتهما وأعطت توجيهات واضحة في هذا المجال"، وأوضح مهندس البرنامج النووي الباكستاني "لم أكن أعمل بشكل مستقل، كان عليّ أن ألتزم بأوامر رئيسة الوزراء، وبالتالي فقد إتخذت هذه الخطوة تماشياً مع أوامرها"، وأنه "من المؤكد أن رئيس الوزراء على علم بالدور المعطى لهذين البلدين وبالتعاون القائم معهما، لما فيه مصلحتنا الوطنية".
وفي 2004 أقر "خان" بإشرافه على سوق سوداء لبيع معلومات سرية إلى ايران وليبيا وكوريا الشمالية.
وكان مهندس البرنامج النووي الباكستاني تقدم باعتذار علني قبل أن يعود ويتراجع عن أقواله، وتمّ رفع الإقامة الجبرية المفروضة عليه في 2009 شرط الإبتعاد عن الأضواء.
واغتيلت بنازير بوتو، التي تولت رئاسة الوزراء مرتين في التسعينات، في 27 كانون الثاني/يناير 2007 في هجوم انتحاري أثناء مغادرتها تجمع إنتخابي في مدينة راوالبندي التي توجد فيها القيادة العامة للجيش والقريبة من إسلام آباد.
وبعد اغتيال بوتو تزّعم زوجها آصف علي زرداري حزب الشعب الباكستاني، الذي فاز في الإنتخابات التشريعية التي جرت 2008. وهو يتولى حالياً رئاسة باكستان.