الكونغرس أخطر بتدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا الشهر الماضي
فورين بوليسي تكشف عن تقرير صادر عن هيئة بحثية تابعة للكونغرس الأمريكي قبل شهر يحذر من تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا. والفيلم المسيء للإسلام وتداعياته على الصفحات الأولى للصحف الأميركية.
كشفت صحيفة "فورين بوليسي" عن تقرير حول الأوضاع الليبية أعدته هيئة بحثية تابعة للكونغرس، "كونغريشينال ريسيرتش سيرفيس" الشهر الماضي. ويدعو التقرير إلى إيلاء "أولوية فورية للأوضاع الأمنية في ليبيا التي تبقى عرضة للأهواء الذاتية لليبيين بدل مسؤولية أجهزة أمنية".
وقال معد التقرير، كريستوفر بلانشارد، الذي يعدّ أحد الباحثين المختصين بالشرق الاوسط إن "الأوضاع الأمنية (في ليبيا) قد تدهورت بشكل ملحوظ منذ الإنتخابات في شهر تموز/ يوليو ويبدو أن الحكومة غير قادرة على وقف الهجمات على الأضرحة الدينية أو أماكن العبادة أو وضع حدّ لسلسة الإغتيالات ضد مسؤولين في النظام السابق"..
وجاء في التقرير أيضاً لفت النظر إلى التحذير الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية للمسافرين الى ليبيا الذي جاء فيه إن "مجموعات من الميليشيا خارج سيطرة الدولة ينشطون في ليبيا ويمثلون تهديداً مباشراً لليبيين والأجانب".
الفيلم أنزل الضرر بالمصالح الأميركية
في سياق متصل أجمعت الصحف الأميركية الرئيسية على إدانة أعمال العنف الناجمة عن اقتحام البعثات الرسمية الأميركية، وحثّ الإدارة الإستمرار في سياستها الراهنة ودعم جهود بسط الديموقراطية الوليدة في المنطقة. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى دعم قيادات الحزبين في الكونغرس للرئيس بارام أوباما منتقدة أداء المرشح الجمهوري ميت رومني "لرميه جانباً تصريحات الإدارة الأميركية المنددة بالهجوم وعملية الإغتيال وتشويه الحقائق" لأغراض انتخابية.ووجهت الصحيفة إنتقاداً حاداً لكل من موريس صادق والقس تيري جونز لرعايتهما وترويجهما للفيلم المسيء واتهمتهما الى جانب كل من ساهم في إنتاج الفيلم بـ"إنزال الضرر في المصالح الاميركية". وحثت "نيويورك تايمز" الإدارة الأميركية على المضي في تنفيذ "التزاماتها نحو ليبيا ومصر في سعيهما لإنشاء مجتمعات جديدة ومستقرة".
من جهتها أعربت "واشنطن بوست" عن تأييدها لمشاعر المسلمين بأن الفيلم يسخر من "النبي ومعتقداتهم الدينية ووضعهم في صورة غير أخلاقية وعنيفة.. ويطرح نموذجاً مبتذلاً للتعصب الأعمى". أما "وول ستريت جورنال" فتطرقت إلى السياسة الخارجية للإدارة الأميركية متهمة عهد رئاسة أوباما بعصر توليد التوترات ببطء في المنطقة والتي من شأنها الانفجار والانتشار على رقعة أكبر، وقد تؤدي ربما إلى مواجهة عسكرية بصرف النظر عن الطرف الرابح للإنتخابات". يومية "يو أس أي توداي" طالبت الإدارة الأميركية برد حازم على الهجمات الأخيرة، وحصرت الأزمة بالأعمال الفردية في إنتاج وإخراج فيلم "فظ ومتعصب وتحريضي.. لكنه جاء في نطاق حرية التعبير التي لا يستوعبها أو يقبلها عدد من المسلمين في الشرق الأوسط" على حدّ تعبيرها.