يستمر التوتر في إقليم سرناك شمال غرب تركيا، بعد المواجهات التي جرت بين الجيش التركي وعناصر من حزب العمال الكردستاني، والتي أدّت إلى سقوط ثلاثين قتيلاً بينهم عشرة جنود.

وكان مسلحو الكردستاني قد هاجموا أمس الإثنين المزيد من المواقع العسكرية التركية، واستخدموا أسلحة طويلة المدى وصواريخ خلال هجومهم على نقطة للجيش التركي قرب الحدود العراقية، بحسب ما صرح به مسؤول تركي.

وأعلن مصدر رسمي تركي أمس مقتل تسعة جنود اتراك وجرح ثمانية آخرين، في اشتباكات مع ما وصفّه "بالمتمردين الأكراد" في منطقة محاذية للحدود السورية العراقية والتي جرت ليل الأحد-الإثنين.

وكانت مصادر أمنية تركية قد أعلنت صباح أمس الإثنين "مقتل تسعة من مسؤولي الأمن الأتراك من بينهم جنود جيش ورجال شرطة أثناء إشتباكات مع متمردين أكراد قرب الحدود الجنوبية الشرقية مع سورية والعراق"، مضيفة "أن ثمانية آخرين من أفراد أجهزة الأمن أصيبوا في القتال في إقليم سيرناك وإن الإشتباكات لاتزال مستمرة".

وكانت حدّة القتال بين الجيش التركي ومتمردي حزب العمال الكردستاني زادت في الأشهر الأخيرة الماضية، في تطوّر ربطه بعض المسؤولين والمحللين الأتراك بالأزمة السورية.

وقتل المتمّردون قبل أسبوعين خمسة جنود في هجوم بالقنابل على قافلة عسكرية. فيما قتل الجيش التركي 21 متمرداً في عملية إستخدمت خلالها طائرات الهليكوبتر. وقضى أكثر من 40 ألف شخص في الصراع بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية منذ أن بدأ المتشددّون "تمّردهم"قبل 28 عاماً بهدف إقامة دولة منفصلة في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية"، تشير تقديرات "مجموعة الأزمات الدولية" إلى أنه منذ حزيران/ يونيو العام الماضي قتل نحو 800 شخص في الصراع في تركيا.

ويعد حزب العمال الكردستاني من أكثر الحركات المسلحة انتشاراً حيث يمتد نفوذه في كل من تركيا والعراق ومؤخراً سورية وإيران. والحزب الذي يعرف اختصاراً بـالـ"PKK" هو حزب كردي يَساري نشأ في المنطقة الكردية جنوبَ تركيا. أما رئيسه فعبد الله اوجلان المعتقل منذُ أكثر من عقد في السُجون التركية. ويصنّف حزب العمال الكردستاني أمريكياً وأوروبياً كمنظمة إرهابية. أما نفوذ فيمتد نفوذ في مناطقَ تشمُل السلسلة الجبلية الممتدة بين تركيا والعراق، كما إن له إمتدادات في كل من إيران وسوريا.