الوكالة الدولية وإيران لم يتوصلا لإتفاق حول النووي

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن"الإجتماع الذي عقدته مع طهران في فيينا اليوم الجمعة حول البرنامج النووي الإيراني، إنتهى من دون التوصل إلى إتفاق، وأن الطرفين لم يتفقا أيضاً على أي موعد لإجتماع آخر".

وقال رئيس مفتشي الوكالة هيرمان ناكارتس للصحافيين"ما زالت هناك خلافات هامة حالت دول الوصول إلى اتفاق"، مشيراً إلى "أن الطرفين لم يتفقا أيضاً على عقد إجتماع آخر".

وكان مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية توقع إحراز تقدم في مفاوضات اليوم مع الوكالة بشأن الأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية.

وصرح سلطانية أمام مقر البعثة الدبلوماسية الايرانية في فيينا أن بلاده "مصممة على التوصل إلى.. نتيجة إيجابية".

وتزامنت هذه الجولة الجديدة مع توّجه الوكالة نحو تشكيل فريق عمل خاص بإيران في ما يعتبر إجراء غير مألوف، ومع معلومات عن زيادة إيران لقدراتها على التخصيب في منشأة فوردو النووية قرب مدينة " قم".

وكانت مصادر ديبلوماسية غربية في فيينا قالت إن الوكالة الذرية تنوي تشكيل فريق من 20 اختصاصياً، تكون مهمتهم محصورة بالعمل على الملف الإيراني، ضمن تصعيد لجهود التفتيش. وشبّه أحد الديبلوماسيين ذلك بـ«فريق العمل» الذي شكلّته الوكالة في الملف العراقي خلال التسعينيات، فيما قالت مصادر ديبلوماسية أخرى، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن إيران قامت بتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو". وقال أحد المصادر إن إيران قامت بتركيب مئات من هذه الأجهزة في منشأة فوردو الموجودة في أعماق جبل لحمايتها من أي هجوم محتمل. وأضاف ديبلوماسي مقره فيينا "فهمنا الأساسي أنهم يواصلون التركيب"، كاشفاً إن أجهزة الطرد المركزي الجديدة لم يتم تشغيلها بعد.

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو كان إستبق جولة فيينا بتصريحه أن "الأمل ضئيل في حدوث انفراج". وقال "لا استطيع في الوقت الحالي أن أتفاءل بشأن نتائج الإجتماع، فقد بذلنا كل ما بوسعنا وبروح بناّءة من أجل التوصل إلى اتفاق بين إيران والوكالة الدولية، ولكن حتى الآن لم ننجح".وفيما علّق أمانو متأسفاً "ليس لدي مؤشر إلى أن ذلك سيتغير في القريب العاجل"، كشف أن الصور التي التقطتها الأقمار الإصطناعية لموقع بارشين العسكري تشير إلى أن طهران تحاول منع عمليات التحقق من الموقع. ولكنه تدارك بالقول "نحن لا نقول إن إيران لديها بعض الأسلحة النووية... ولكن بعض المعلومات تشير إلى نشاطات قد تكون لها أبعاد عسكرية، نوّد من إيران أن تتحدث معنا لتوضيح هذه المسائل". وشارك عدد كبير من المفتشّين في الوكالة منهم هيرمان نكارتس ونائب المدير العام رافائيل غروسي في المحادثات مع البعثة الإيرانية. في المقابل، كشف الديبلوماسي الأميركي والسفير السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك أن الإدارة الأميركية توقّعت هجوماً إسرائيلياً ضد إيران في الربيع الماضي، معتبراً أن كلاً من رئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك يخادعان الإدارة الأميركية مرة ثانية في هذه المرحلة.

وكان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران آية الله علي خامنئي دعا أمس الخميس إلى إرساء "إقتصاد مقاومة" يتيح لإيران مواجهة العقوبات الدولية المفروضة عليها. وخلال لقاء مع الحكومة، قال السيّد خامنئي إن "قوى الإستكبار تستخدم كل ثقلها لدفع إيران إلى التراجع... وينبغي استخدام كل قدرات البلاد لتبديد أوهامها"، مضيفاً إن"اقتصاد المقاومة سيجعل البلاد أكثر قوة في مواجهة مؤامرات الأعداء، وهو السبيل الوحيد الذي يتيح لنا مواصلة طريق التقدم"، لافتاً إلى "تعزيز القطاع الخاص الذي يشكّل أحد أركان الإقتصاد المقاوم".