لافروف: روسيا والصين ترفضان أي عمل يتجاوز الأمم المتحدة
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعقد لقاء مع وفد حكومي سوري برئاسة الوزير قدري جميل، وآخر مع موفد من مجلس الشعب الصيني ويبحث الأزمة السورية.
لافروف يلتقي وفداً حكومياً سورياً
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه "على الرغم من كثرة من يقف ضد عملية المصالحة الوطنية في سورية فإن فرص نجاحها موجودة".
وقال لافروف ذلك عقب لقاء مع الوفد الحكومي السوري برئاسة نائب رئيس الوزراء قدري جميل في موسكو يوم 21 أغسطس/آب، مضيفا إن "معارضي التقدم نحو المصالحة الوطنية كثيرون، بما فيه خارج سورية. لذلك فإن فرصة النجاح لا تبلغ مئة في المئة، لكنها موجودة".
وشدد لافروف على أن تحقيق نتائج ملموسة يتطلب أن يعي جميع المعنيين بمصير الشعب السوري مسؤوليتهم وقال: "سنعمل كل ما في وسعنا من أجل ذلك".
وجدد الوزير الروسي التأكيد على أن تحقيق المصالحة الوطنية هو الإمكانية الوحيدة لوقف نزيف الدماء في سورية في أسرع وقت وقال ان "الشيء الأهم هو أنه قد تم دفع الحراك في الاتجاه الصحيح. إن المصالحة الوطنية هي الإمكانية الوحيدة لوقف إهراق الدماء في أسرع وقت وتوفير الظروف اللازمة لجلوس الأطراف السورية إلى طاولة التفاوض من أجل تقرير مصير بلادهم دون أي توجيه او تدخل من الخارج".
وأشار لافروف إلى أن على اللاعبين الخارجيين خلق كل الظروف لتحريك الحوار الوطني، وقال ان "الشيء الأهم مما بحثناه اليوم هو الخطوات التطبيقية التي يجب اتخاذها من أجل تحريك المصالحة الوطنية. إننا نرحب بتشكيل وزارة خاصة في سورية معنية بهذا الشأن".
من جهته، وعقب لقائه مع لافروف، شدد قدري جميل- نائب رئيس الحكومة السورية في مؤتمر صحفي عقد بموسكو الثلاثاء 21 اغسطس/آب- على ان "حل الازمة السورية هو بالذهاب للحوار دون شروط مسبقة"، لافتا إلى أن "وضع شروط مسبقة يعني عرقلة الحوار"، مشيرا الى ان "هناك مبادئ لاطلاق الحوار، اولها رفض التدخل الخارجي ورفض العنف بكل اشكاله".
وقال جميل إن "سورية تعاني من عقوبات جائرة وغير شرعية من أميركا والاتحاد الاوروبي وهذه العقوبات أصابت الشعب كله".
وأكد أن اللقاء مع لافروف كان هاما جدا، حيث تم بحث آفاق حل الأزمة، مشيرا إلى أن الشعب يريد انهاء الأزمة التي تتسبب في مزيد من الدماء وتضغط على الاقصاد السوري.
ولفت نائب رئيس الحكومة السورية إلى أن "الحكومة السورية تريد جديا الاتجاه شرقا، ما يعني العلاقات مع الدول التي تماثلنا والشرق بالنسبة لنا روسيا والصين والهند وفنزويلا أيضا".
جميل: مطلب رحيل الأسد قبل بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة لا يتوافق مع مبادئ الديموقراطية
وصرح قدري جميل أن "تقديم المعارضة السورية مطلب رحيل الرئيس بشار الأسد كشرط مسبق لبدء الحوار مع دمشق لا يتوافق مع مبادئ الديموقراطية" مشيرا إلى إمكانية مناقشة هذا الموضوع أثناء هذا الحوار في حال انطلاقه.
وأضاف جميل أن الغرب هو الذي يحاول فرض مطلب رحيل بشار الأسد على الشعب السوري، مشددا على أن هذه المحاولات إذا نجحت ستكون سابقة خطيرة إذ يمكن تكرار السيناريو ذاته في بلدان أخرى.
واعتبر قدري جميل أن تصريحات أوباما الأخيرة هي مجرد تهديدات دعائية مرتبطة بالانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، مؤكدا أن الغرب يحاول استخدام قضية السلاح الكيميائي كذريعة للتدخل الخارجي.
وأعاد جميل إلى الأذهان ما حدث في العراق تحت ذريعة وجود أسلحة الدمار الشامل في هذا البلد.
من جهة أخرى ذكر جميل أن الوفد السوري لم يبحث مع الجانب الروسي قضية تقديم قرض إلى سورية، مشيرا إلى أن مباحثات الجانبين ركزت على المسائل السياسية.
خط روسيا-الصين يؤكد على الحوار
وفي وقت لاحق، التقى لافروف عضو مجلس الدولة الصيني داي بينغو في موسكو يوم 21 أغسطس/آب. وقال لافروف إن "روسيا والصين متفقتان على أن أي عمل يتجاوز الأمم المتحدة، هو عمل مرفوض”.
أضاف لافروف أنه "لدى روسيا والصين في اطار تنسيق السياسة الخارجية معيار موثوق به لتحديد خطواتهما، وهذا المعيار يكمن في ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي وعدم انتهاك المبادئ المثبتة في ميثاق هيئة الأمم المتحدة"، معقبا "ان هذا هو السبيل الوحيد والصحيح في الظروف الحالية".