ترحيب دولي بتعيين الإبراهيمي ممثلاً خاصاً مشتركاً إلى سورية
تعيين الأخضر الإبراهيمي يلاقي ترحيباً دولياً، والمبعوث الجديد إلى سورية يعبر عن عدم ثقته من فرص إنهاء النزاع في سورية.
لاقى تعيين الأخضر الإبراهيمي وسيطاً في سورية ترحيباً دولياً حيث جاءت ردود الفعل داعمة لمهمته في التوصل إلى حلّ للأزمة السورية. فقد أبدى الإتحاد الأوروبي الإستعداد لتقديم كل أشكال الدعم. وشاركته هذا الإستعداد الولايات المتحدة الأميركية. وفي بيان صدر عن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت الأخيرة "تمسك الاسرة الدولية بالعملية الإنتقالية السياسية من قبل السوريين الى نظام تعددي يمثل ارادة الشعب".
دعم الإبراهيمي جاء أيضاً من بكين حيث رحبت الخارجية الصينية بدورها بتعيينه وأعلنت أنها ستتعاون بشكل ايجابي مع جهود الإبراهيمي في وساطته السياسية. من جهتها أعلنت بريطانيا دعمها الكامل لتعيين الأخضر الابراهيمي الذي أشادت بخبرته الواسعة. ودعت المجتمع الدولي الى القيام بالمثل.وفيما ربطت تركيا نجاح الإبراهيمي في مهمته بالتوافق في مجلس الأمن، وفقاً لما صرّح به وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تنتظر من الابراهيمي العمل على أساس خطة أنان. وكانت موسكو أعربت قبل صدور قرار تعيين الإبراهيمي عن أملها في أن يلتحق بمجموعة العمل الخاصة بسورية.
المحطات الدبلوماسية للإبراهيمي
من جهة ثانية عبر المبعوث الخاص الجديد إلى سورية عن عدم ثقته من فرص إنهاء النزاع في سورية. وكأن المهمة في سورية هي الأصعب في مشوار الدبلوماسي الجزائري ذي الثمانية والسبعين خريفاً، الذي يعود إلى الساحة الدولية داحضاً شائعات تقاعده من مشوار ملئ بالمهمات.حمل الأخضر الإبراهيمي أولى حقائبه الدبلوماسية كسفير لبلاده لدى القاهرة والخرطوم بين عامي ثلاثة وستين وعام سبعين، ولدى بريطانيا حتى عام تسعة وسبعين، وصار سفيراً دائماً في جامعة الدول العربية بين عامي ثلاثة وستين وعام سبعين، ومع مطلع الثمانينات حلّ أميناً عاماً مساعداً لجامعة الدول العربية، وعاد إلى بلاده وزيراً للخارجية.فتحت أمام الإبراهيمي أبواب دول العالم بملفات نزاعاتها، إثر دخوله الأمم المتحدة عام 1993 إذ أشرف على أولى الإنتخابات الديموقراطية في جنوب أفريقيا كمسؤول عن بعثة المراقبين إليها بعد القضاء على نظام التمييز العنصري. وقاده مشواره إلى مهمات متعددة في هايتي واليمن والسودان ولبنان، إذ خلصت مهمته فيه الى اتفاق الطائف الذي أنهى حربه الأهلية.ترأس الإبراهيمي بعثة الاعمار في أفغانستان وفي العراق سقط جزء من سمعته الدبلوماسية من خلال تأسيسه للمحاصصة الطائفية والعرقية، وهي الزلة التي اعترف بها لاحقاً لكن بعد فوات الأوان.وبعد نحو عقد من الزمن، تحول الإبراهيمي من مبعوث أنان الخاص للعراق، إلى خليفة له في سورية وما بين المشهدين يقف مسار الرجلين تحت اختبار الأزمة.