يوم القدس العالمي.. نشيد الصلاة وجرس القيامة

فلسطين قلب الأمة والقدس قلب فلسطين، ترتفع القبة الذهبية كل عام في مثل هذا اليوم، تصير التاج المهلّل للكرامة، والسقف الأعلى للحنين، ومهداً للديانات والرسل والأنبياء عبر التاريخ. في يوم القدس العالمي، تصير الحناجر كالشرايين، تحيي التشبّث بالمكان، وتطرد من أقحموا أنفسهم عنوة في الوقت، لأن لا فسحة في القدس تضمّ الإحتلال.

يوم القدس يرتفع كل عام نشيداً فوق مئذنة الصلاة وجرس القيامة منذ 1979 يوم أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني تخصيص آخر جمعة من شهر رمضان يوماً للقدس، كي لا تُنسى هذه المدينة ولا أهلها.

بعد الإعلان عنه كانت السمة البارزة لهذا اليوم إرتباطه بالعالم الإسلامي، بهدف الحفاظ على قبلتهم وحق المسلمين هناك. أما اليوم وبعد 64 عاماً من الإحتلال والظلم والقتل والمحاولات اليومية لتهويد المدينة وتدمير قراها، أصبحت القدس قضية عالمية عند غير المسلمين كذلك، فيحيي هذا اليوم العديد من الدول الأوروبية واللاتينية لأن فلسطين مهد المسيحية أيضاً وكنيسة القيامة. 

ويتزامن إحياء يوم القدس العالمي مع تزايد مخططات التهويد التي تستهدف المدينة والمسجد الأقصى. وشهد العام الماضي وتيرة متسارعة وتصعيداً من قبل الإحتلال لتنفيذ مخططاته. ولعلّ أخطر ما أصاب القدس مؤخراً هي الحفريات المتواصلة في أسفل المسجد الأقصى والتي تهدد أساساته بالإضافة إلى محاولة تكريس وجود المتطرفين اليهود في الحرم القدسي الشريف.

فقد بحث الكنيست الإسرائيلي مؤخراً مشروع قانون يقضي بتقسيم أوقات الدخول إلى المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود. إلى ذلك، وقبل عدة أيام، أصدرت بلدية الإحتلال قراراً بفصل ثلاثة تجمعات فلسطينية يسكنها حوالي سبعين ألف فلسطيني عن مدينة القدس، في وقت يجري الحديث عن مشروع لإقامة إثنتي عشرة ناطحة سحاب عند المدخل الجنوبي للمدينة، في محاولات واضحة للعب بالتركيبة الديمغرافية.

لم يعد يوم القدس العالمي يوماً عابراً أو مجرد إحتفال وتذكير العالم بحق العودة ورفع شأن المدينة، بل أضحى جرس إنذار للعالم كله عرباً وعجماً بأن على هذه الأرض مدينة تسرق من تاريخها وشعباً يهجر من بيته ومقدسات تنتهك حرمتها في كل يوم.