أنقرة: التغيير في سورية غير ممكن سلمياً

تواصلت المواجهات العسكرية والقصف بين الجيش السوري والجيش الحر في مدينة حلب، بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة في حي سيف الدولة وتقدم للجيش فيه. فيما تحدّث التلفزيون السوري الرسمي عن اعتقال الجيش عشرات المسلّحين في سوق الهال في المدينة.

أما في محافظة إدلب فقد أدى انفجار سيارة في المدينة إلى مقتل ثلاثة مدنيين، فيما أعلن الجيش السوري أنه اشتبك مع المسلَّحين على طريق السلمية، ما أدّى إلى مقتل وإصابة عددٍ منهم. كما تحدثت وكالة سانا للأنباء عن مقتل عدد من المسلَّحين في بلدة الغنطو ومدينة تلبيسة شمالي حمص حيث اشتبك الجيش السوري مع مسلحين في بعض أنحاءِ المدينة وريفها ما أدّى إلى مقتل وإصابة عدد منهم وفق وكالة سانا.

وفي درعا سقط عدد كبير من المسلحين بنيران الجيش السوري في طفس وإزرع وطالت الإشتباكات بصرى الشام، وأدّت أيضاً إلى مقتل عدد من المسلحين بحسب الوكالة. وتحدثت المعارضة من جهتها عن مقتل مئة وثلاثة أشخاص يوم أمس معظمهم في ريف دمشق، ولم يتم التأكد من هذه الأرقام.

وافقت دمشق على تعيينِ الأخضر الإبراهيمي وزير خارجية الجزائر الأسبق مبعوثاً أُممياً خلفاً لكوفي أنان. وأكدت الحكومةُ السوريةُ أن الأساس في هذه الخُطوة هو مواصلة تنفيذ خُطة أنان وعمل بعثة المراقبينَ الدوليين.

من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس كل الإحتمالات لضمان تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن الرئيس الأميركي وفريقه لا يستبعدان أي خيار مع شركاء واشنطن والشعب السوري لانتقال سياسي.

وشدد كارني على أنّ المقاربة الحالية للولايات المتحدة تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير عسكرية، وفرض عقوبات إقتصادية.

من جهته، اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست الولايات المتحدة بالعمل على نشر الفوضى والخراب في سورية، من خلال رفع مستوى القتل والإرهاب، استكمالا لما بدأته في أفغانستان والعراق وليبيا.

في حين أعلن الرئيس التركي عبدالله غول أنَ التغيير في سورية لن يكون ممكناً بالطرق السلمية، لكنه أكد أن بلاده ترفض تسليح أي مجموعة في سورية. وحول إقامة منطقة عازلة بين تركيا وسورية، صرّح غول أن تركيا لا يمكنها الإنفراد بهذه القرارات، وينبغي توفير توافق دولي بشأنها.

وعلى صعيد متصل، أعلنت واشنطن الثلاثاء رفع العقوبات عن رئيس الوزراء السوري المنشقّ رياض حجاب، داعية قيادات النظام السوري إلى الإقتداء بحجاب والإنشقاق.

وقررت وزارة الخزانة الأميركية رفع التجميد عن أصول وأرصدة رياض حجاب. وقالت الوزارة في بيان "لقد تم اتخاذ هذه الخطوة لأن حجاب لم يعد مسؤولاً كبيراً في حكومة الأسد".

ويأتي ذلك بعدما صرّح رئيس الحكومة السورية المنشق الثلاثاء في عمان، بأن نظام الرئيس بشار الأسد لم يعد يسيطر على أكثر من 30 بالمئة من أرض سورية.

وأضاف حجاب خلال مؤتمر صحافي في أول ظهور علني له منذ انشقاقه، "أؤكد عدم رغبتي في تقلد أي موقع أو منصب سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل في سورية المحررة"، وتابع "نذرت نفسي جندياً في مسيرة الحق لا أبغي من وراء ذلك إلا وجه ربي وإرضاء ضميري والوفاء لوطن أعطانا الكثير".

وأوضح حجاب سبب انشقاقه عن النظام قائلاً أنه " بعدما ضاقت فسحة الأمل وعندما زاد التمسك بأسلوب القمع والإقصاء والقتل والتدمير، قررت اصطفافي إلى جانب ثورة الحق".

ووجه حجاب الشكر إلى كتائب الثورة التي ساعدته على الهروب إلى الأردن. كما وجه الشكر إلى السعودية وقطر وتركيا مطالباً إياها بـــــ"مواصلة جهودها المباركة في دعم ثورة الشعب والوصول بها إلى شواطىء النصر المؤزر".