قرارات مرسي في الصحافة الغربية
تنوعت ردود فعل الصحافة الغربية على قرارات الرئيس المصري محمد مرسي، فمنها من وصفها بالمحاولة الذكية ذات الأبعاد ومنها من إعتبرها كاسحة ومفاجئة.
إهتمت الصحف الغربية بمختلف إتجاهاتها بالقرارات التي إتخذها الرئيس المصري محمد مرسى بدءاً من إلغاء الإعلان الدستوري المكمل، إلى إقالة كل من المشير حسين طنطاوي وسامي عنان، وكذلك تعيين المستشار محمود مكي نائباً له. وتنوعت نظرة الصحف الغربية إلى هذه المستجدات بين من رآها بمثابة تعزيز لسلطات مرسي المدنية وخطوة كبيرة نحوالاستقرار، ومن وصفها بأنها قرارات "كاسحة" وتمثل لطمة في الصراع بين الإخوان والجيش. أما الصحف الأميركية تحديداً فقد بدت واثقة في وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي الذي سبق ودخل في إتصالات مكثفة مع الولايات المتحدة عندما كان مديراً للمخابرات الحربية.
ووصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها قرار مرسي القاضي بإحالة طنطاوي والعنان إلى التقاعد بأنه "خلع في إطار تغيير مفاجىء". وأضافت الصحيفة أن "الرئيس المصري يوسع سلطاته فقط" مشيرة إلى "توقعات بأن تحسم المحكمة الدستورية الخلاف حول مدى شرعية قرارات مرسي". وإعتبرت "الغارديان" أن هذه القرارات "كاسحة"، واصفة تحركات مرسي بأنها "تمثل أحدث لطمة في الصراع بين الإخوان المسلمين والجيش في السيطرة على مصر بعد فترة الإنتقال في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير2011". من جهة ثانية إتهمت الصحيفة مرسي بـ"الكذب" مذكرة بوعوده بتعيين قبطي وسيدة نائبين له.
التغيير ليس إلا تعاقباً للأجيال
وفي الموضوع نفسه، نشرت صحيفة "فايننشيال تايمز" تقريراً على صفحتها الأولى نقلت فيه عن الأستاذ في جامعة ليستر البريطانية والباحث الزائر في معهد بروكينغز في الدوحة عمر عاشور أن "مرسي فاز بمعركة وليس بالحرب". وأشارت الصحيفة إلى أن "مرسي يمسك الآن بالصلاحيات التنفيذية والتشريعية الكاملة في غياب البرلمان، الذي حل بحكم قضائي سابق" معتبرة أن هدف مرسي من هذه القرارات إرسال "رسالة قوية تعكس عزمه على فرض سلطته". وأوضحت الصحيفة أن "إلغاء الإعلان المكمل يعني أن الجيش لم يعد له الحق في التدخل في صياغة الدستور الجديد للبلاد، ويلغي أيضاً إستقلال العسكر، ويعيدهم للرقابة المدنية".
أما صحيفة "يو إس إيه توداي" فإعتبرت أن "قرارات مرسي الأخيرة هي الأجرأ منذ توليه السلطة، وذلك من أجل إستعادتها من قبضة رجال الجيش الذين استولوا عليها قبل توليه مباشرة"، بحسب تعبير الصحيفة. ورأت أن "ترقية بعض أعضاء المجلس العسكري لمناصب أعلى تعني حصول مرسي على مباركة الجيش حيال هذه القرارات".
بدورها ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" "أن التغييرات التي أجراها مرسي فاجأت الولايات المتحدة" غير أن المسؤولين الأمريكيين بحسب الصحيفة "أدركوا أن التغيير ليس إلا تعاقباً للأجيال إلى حدّ ما بإزاحة رموز أصبحت أكثر عزلة في مصر ما بعد الثورة". وقللت الصحيفة من شأن الشائعات التي ترددت مساء أمس عن وجود علاقة بين السيسي وجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدة كفاءة السيسي كمدير للمخابرات الحربية.
من جهتها، وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تعيين مرسي لطنطاوي والفريق عنان مستشارين له بـ"المحاولة الذكية"، ملمحة إلى أن موجة الإقالات تبدو إستكمالاً لمجموعة من القرارات ذات المستوى الرفيع بعد مقتل الجنود المصريين في رفح.