أكدت وزارة الخارجية الأمريكية علم الولايات المتحدة الأمريكية مسبقاً بالمباحثات التي جرت في مصر والتي أدّت إلى الإعلان عن فريق جديد للقيادة العسكرية غير أنها لم تكن تعلم بتوقيت هذا الإجراء. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "إنه خلال زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للقاهرة، علمت أنه سيكون هناك تغيير يعلن عنه في الوقت المناسب، وأن الأمر قيد البحث بين القيادتين المدنية والعسكرية" مضيفة "إن هؤلاء الذين عُينوا في القيادة العسكرية الجديدة هم أشخاص نعرفهم، وعملنا سوياً معهم في السابق، واغلبهم تابع دورات تدريبية هنا في الولايات المتحدة".وإذ اعتبرت أن هذه القرارات هي "إدارية وحصرية بالمصريين" أملت نولاند "أن تعمل القيادتان المدنية والعسكرية جيداً مع بعضهما نحو إرساء معالم المرحلة الإنتقالية في مصر، وحلّ المسائل الكثيرة المتبقية للوصول إلى برلمان ديموقراطي حقاً وسن دستور جديد ومعالجة الوضع الأمني الحالي في سيناء" على حدّ قولها. وكان الرئيس المصري محمد مرسي أقال رئيس القوات المسلّحة المشير حسين طنطاوي ورئيس أركان الجيش سامي عنان ملغياً الإعلان الدستوري المكمل. وعيّن خلفاً لطنطاوي الفريق الأول عبد الفتاح سيسي.

وكانت تقارير إخبارية أمريكية ذكرت أنه "في الوقت الذي يسعى فيه مسؤولو الإدارة الأميركية لتقييم تبعات تغييرات القيادات العسكرية التي قام بها مرسي بدا عليهم أنهم واثقون في وزير الدفاع الجديد الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي سبق ودخل في إتصالات مكثفة مع الولايات المتحدة عندما كان مديراً للمخابرات الحربية". وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لديفيد إيجناثيوس "إن التغييرات التي أجراها مرسي وأطاحت بكبار القادة الذين كان عيّنهم الرئيس السابق حسني مبارك فاجأت الولايات المتحدة" غير أن المسؤولين الأمريكيين "أدركوا أن التغيير ليس إلا تعاقباً للأجيال إلى حدّ ما بإزاحة رموز أصبحت أكثر عزلة في مصر ما بعد الثورة". وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين قلّلوا من شأن الشائعات التي ترددت مساء أمس بوجود علاقة بين السيسي وجماعة الإخوان المسلمين، وأكدوا "أن السيسي معروف جيداً للجيش الأميركي حيث قضى عاماً من التدريب الإحترافي في الولايات المتحدة وكان يعتبر مديراً كفؤاً للمخابرات الحربية".وفيما اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "قرارات مرسي بإقالة قادة الجيش سببت صدمت للبلاد، وقد تنهي على نحو فعال الصراع على السلطة الدائر بينه وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة إذا قبل العسكر بها" قالت إنه "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت قرارات مرسي المفاجئة سيلتزم بها المجلس العسكري أم سيلجأون لحلفائها في القضاء للتشكيك في صحة هذه القرارات" واصفة قيام مرسي بتعيين طنطاوي وعنان مستشارين له بـ"المحاولة الذكية" من قبله.