بقيادة الفنانة أميمة الخليل: امسية رمضانية بطرابلس اللبنانية تعيد الروح للمدينة

فقد أهدت الفنانة أميمة الخليل للطرابلسيين ليلة رمضانية ساحرة، أعادت فيها إلى مدينتهم رونقا وطنيا جامعا افتقدت لغته تحت وطأة التطورات الأمنية والسياسية التي شهدتها البلاد في العقد الأخير، كما أعادت إليها البهجة الجماهيرية التي كانت تنعم بها لسنوات طوال، ولم تترك ظروف البلد للمدينة اللحظة المناسبة لاستعادتها.

احتشد الجمهور في قاعة مسرح مؤسسة الصفدي الثقافية، وعلى شرفاتها الوسيعة لمن ضاقت به مقاعد المسرح، فامتد الجمهور في صورة جماهيرية لم تظهر في حالات الاحتفال والفرح منذ زمن.

في تلك الأيام، كان الطرابلسيون، بفئاتهم المختلفة أعمارا ومذاهب وطبقات، يحتشدون في الرابطة الثقافية، أو في الباحات المختلفة كباحة المعرض الواسعة ليتمتعوا بأميمة ومرسيل خليفة وماجدة الرومي وفنانين محليين وعربا وعالميين حتى ساعات متقدمة من الليل، يحيون مشاعرهم الوطنية والعاطفية بأغاني الحب والجمال، فأعاد الحفل الذي نظمته مؤسسة الصفدي واحدا من مهرجان عنوانه " تحت ضوء القمر" بعضا من الرونق لروح المدينة التي تاقت دائما للحياة، والتطور، والحداثة، والتغيير، فاستعاد الحفل شيئا من روح المدينة المفقود وخرجت بشيء من الفرح والبهجة يكسر رتابة الظلام، والإقفال المبكر، ولجوء السكان إلى منازلهم قبل المغيب تاركين أحياءها وأسواقها للموت الزاحف والفراغ القاتل ليلا.

قدمت أميمة باقة من 15 أغنية مع فرقتها بقيادة الفنان هاني سبليني، بداية مع "بسهر انا وياك"، و"أحبك أكثر"، ثم "شب وصبية" لمحمود درويش، و"لا تدق"، و"عصفور" التي واكبها الجمهور بها فكانت تجود مع الجمهور وهو يجود معها في حوارية غنائية رائعة، ثم أغنية "نازلاً" سولو، و"الكمنجات" التي تحدثت عن مجد العرب الضائع، إلى "بُعد اللي بحبه" و"قلبي العطشان"، فأغنية ليلي مراد "يا حبيبي تعال"، ثم أغنية "نامي نامي"، و"قمر المراية" التي أهدتها إلى ملحنها مرسال خليفة، لتعود إلى محمود درويش في أغنية "محمد" التي نظمها بعد استشهاد الطفل محمد الدرة على يد الهمجية الاسرائيلية، ثم مع أغنية "بندقية" لنزار قباني وختاما ب"رسايل فقرا"، قبل أن يعتلي كورال الفيحاء المسرح بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان ليشارك اميمة أغنيتها العصفور بعد أن عبر عن فخره واعتزازه بأن يغني مع الفنانة خليل.

سبق للمؤسسة أن افتتحت الأمسيات الرمضانية بسهرة ضمن المهرجان عينه، وسط حضور حاشد من أبناء طرابلس امتد بين المسرح والشرفات، قدمت خلالها "فرقة طرابلس التراثية للإنشاد والفتلة المولوية" عرضا تراثيا في مجموعة من الأناشيد المتعلقة بشهر رمضان والتواشيح الدينية والمدائح النبوية (يا رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، مولاي صل وسلم، طاهر النسب، صل يا رب وسلم،..)

كما أقيم معرض حرفي بمشاركة سيدات وحرفيات وجمعيات من طرابلس، على الشرفات التي تزينت بأجمل الأكسسوارات والبياضات واللوحات والزجاجيات والسيراميك، والصور... بالترافق مع المعرض سحور رمضاني من وحي المناسبة.

يبقى من برنامج "على ضو القمر" الرمضاني لهذا العام أمسية ثالثة تحييها الفنانة الأردنية مكادي نحاس الأسبوع الأخير من رمضان.