عملية الجيش المصري في سيناء مستمرة
الجيش المصري يواصل عمليته في سيناء لملاحقة منفذي الهجوم الذي استهدف عناصر منه بداية الأسبوع، مدفوعاً بدعم شعبي مصري
أكد الرئيس المصري محمد مرسي الجمعة أنه يقود العمليات الجارية بسيناء بنفسه، وإنه يتابعها ساعة بساعة، وإن تلك العمليات لن تقف أو تهدأ حتى تستقر الأمور تماماً، داعياً المواطنين إلى التصدي لأي شخص يحاول العبث بأمن البلاد.
ونقلت مراسلة "الميادين" عن مصدر عسكري مسئول أن التحضير لمداهمة جبل الحلال جارٍ الآن وخلال ساعات لتطهيره من العناصر المسلحة المتحصنة به التي وصفها بالإرهابية، مشيرًا إلى أن التطهير الكامل والنهائي لسيناء من كافة هذه العناصر يحتاج إلى وقت طويل نظرًا لأنها استطاعت خلال السنوات السابقة إقامة العديد من المخابئ الآمنة لها، وتجهيز الدروب المختفلة بالمناطق الجبلية للهروب بسرعة فور وصول أى حملات أمنية بالمنطقة.
وأشاد المصدر العسكري بدعم وتعاون أهالى سيناء بجميع قبائلها وعائلاتها، سواء من البدو أو الحضر للقوات المسلحة والشرطة، موضحا أن تلك الحملة تأتي تلبية لرغبتهم في عودة الأمن والاستقرار
أعلنت القوات المسلحة المصرية يوم الجمعة القبض على تسعة مسلحين في سيناء، خلال عملية التطهير التي تقوم بها قوات الجيش منذ أول أمس.
وقال مصدر أمنى، إن حملات الجيش نجحت فى القبض على عنصرين من الجماعة التكفيرية و4 عناصر فلسطينية، كانوا مختبئين فى كوخ بمنطقة صحراوية جنوب الشيخ زويد. وأضاف، تمت أنه إحالتهم إلى جهات التحقيق، موضحًا أنه تم القبض على شخص يدعى "س.ح" وابنه، والأول يعد من العناصر التكفيرية الخطيرة، التى تبيح قتل رجال الشرطة والجيش، والذى ينسب له المشاركة فى تفجيرات سيناء فى طابا وشرم الشيخ ومطلوب أمنيًا، فيما تم القبض على 4 فلسطينيين كانوا معهم بنفس المكان خلال حملة المداهمات فجر الجمعة، كما تم العثور على عدة مستندات سرقت من قسم شرطة الشيخ زويد خلال أحداث الثورة.
وتواصل القوات المسلحة المصرية عملياتها ضد المسلحين فى شمال سيناء والمعروفة بإسم "نسر". وكانت القوات المسلحة والشرطة بشمال سيناء قد دفعت بقرابة 35 مصفحة ومدرعة ودبابة لملاحقة العناصر الإرهابية، وذلك في اليوم الثالث لبدء حملات تطهير سيناء وملاحقة العناصر المتورطة فى قتل أفراد الجيش على الحدود.
وقال مصدر أمني إن الآليات العسكرية التى تصاحبها طائرتا أباتشى وناقلات جنود توجهت إلى مناطق رفح والشيخ زويد ووصلت إلى أطراف الشيخ زويد.
وقال شهود عيان إن رتلا من الدبابات شوهد يسير على الطريق الدولي العريش رفح، حيث تم إيقاف حركة سير السيارات على الطريق لمدة ساعة لحين توجه الرتل إلى أهدافه ومن المنتظر أن تتواصل حملات المداهمات قرب مناطق الحدود.
وكان الجيش المصري أعلن الأربعاء "النجاح التام" للعملية البرية والجوية التي أطلقها الثلاثاء في سيناء، غير أن اشتباكات جديدة جرت الخميس في العريش حيث أعلنت السلطات المصرية عن مقتل أكثر من 40 مسلحاً باشتباكات مع الجيش المصري في اليومين الماضيين.
البدو يعدون بتقديم المساعدة
وينشر الجيش المصري قوات منذ الخميس في شبه جزيرة سيناء بموافقة إسرائيل، في عملية تهدف إلى التصدي للمجموعات الاسلامية المسلحة، بحسب ما أفاد صحافيون وشهود في مدينة العريش شمال سيناء.
وكان قادة من بدو سيناء وعدوا مساء الخميس وبالرغم من عدائهم للحكومة المركزية، بتقديم المساعدة للسلطات المصرية، خلال اجتماع مع وزير الداخلية أحمد جمال الدين عقد في العريش على مسافة حوالى خمسين كلم من الحدود مع قطاع غزة.
وعبرت شاحنات عسكرية تنقل عشرات الآليات المدرعة المجهزة بالرشاشات العريش متوجهة إلى الشرق حيث تنشط مجموعات مسلحة من البدو في عدد من القرى القريبة من الحدود مع قطاع غزة، بحسب المصادر ذاتها.
وأعطت إسرائيل مساء الخميس الضوء الأخضر لمصر لنشر مروحيات قتالية في سيناء لملاحقة الناشطين الإسلاميين المتشددين الذين نفذوا مؤخراً العديد من الهجمات، بحسب ما أفاد مسؤول إسرائيلي في القدس.
وطلب القادة البدو خلال الإجتماع مع وزير الداخلية الخميس برؤية جثث الناشطين العشرين الذين قتلوا الأربعاء في عملية شنتها القوات المصرية. كما أفاد القادة البدو أنهم أعطوا موافقتهم على مساعدة الجيش والشرطة على إحلال الأمن في هذه المنطقة وإغلاق الأنفاق التي تستخدم لتهريب البضائع والأسلحة إلى قطاع غزة.
وقال عيد أبو مرزوقة أحد القادة البدو "تم التوصل إلى إجماع بين القبائل على تدمير الأنفاق، ولا يهمنا إن كان هذا يثير استياء حماس، يجب أن تتم الحركة التجارية بين مصر والفلسطينيين من خلال معبر رفح. وأضاف "نحن ضد التهريب وضد الحصار" في إشارة الى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ 2007.
وبعد الإجتماع أكد وزير الداخلية للصحافة أن الجيش المصري سيهزم المجموعات المسلحة بمساعدة قبائل البدو رغم أن الأخيرة تتهم الحكومة المركزية بتهميشها.
غير أن مسؤولاً أمنياً مصرياً كبيراً متمركزاً في سيناء أقر بأن السلطات تواجه عدواً يصعب رصده ويتفوق بمعرفته للمنطقة بجبالها وصحرائها.
وأثار مقتل 16 من أفراد حرس الحدود المصريين الأحد بالقرب من الحدود مع إسرائيل بأيدي مجموعة إسلامية مسلحة صدمة لدى الحكومة وعلى الاثر قام الرئيس محمد مرسي بإقالة رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء مراد موافي وتعيين رئيس جديد للحرس الجمهوري وقائد جديد للشرطة العسكرية وإقالة محافظ شمال سيناء. وقال الجيش المصري إن المهاجمين تلقوا دعما بقاذئف الهاون من قطاع غزة.
مطالبات بالقصاص من منفذي الهجوم
وشهدت العاصمة المصرية احتجاجات شعبية على الهجوم الذي استهدف الجيش المصري في سيناء. وقد عاد الهدوء نسبياً يوم الجمعة لطريق النصر بمدينة نصر، فيما استمر إعتصام العشرات وإغلاق الطريق من الجهة المقابلة للمنصة.
وكان الآلاف من المتظاهرين قد تجمعوا مساء الخميس أمام المنصة بمدينة نصر وتسببوا في إغلاق طريق النصر فى الاتجاهين، وذلك للمطالبة بالقصاص من منفذي عملية رفح.
وطالب المتظاهرون بضبط الجناة والمحرضين فى الإشتباكات التى وقعت الليلة الماضية والإعتداء على المتظاهرين أمام قصر الإتحادية، وكذلك أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر.