ساركوزي يروّج للنموذج الليبي حلاّ للأزمة السورية

الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي يخرج عن صمته داعياً لتدخل دولي في سورية على غرار ما جرى في ليبيا.

نيكولا ساركوزي

إختار الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الأزمة السورية لكي يخرج عن صمته منذ هزيمته أمام الرئيس الإشتراكي فرانسوا هولاند في الإنتخابات الرئاسية في أيار/ مايو الماضي. فكانت دعوته إلى تدخل دولي سريع في سورية مشبهاً الصراع هناك بالأيام الأولى للحرب في ليبيا.

وقال ساركوزي الذي حشد لتدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا أثناء وجوده في الإليزيه، إنه "تحدث مطولاً على الهاتف مع زعيم المعارضة السورية عبد الباسط سيدا هذا الأسبوع وإنهما اتفقا على الحاجة إلى تدخل خارجي في الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد". وجاء في البيان الذي حمل توقيعي ساركوزي ورئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أن الإثنين "أشارا إلى اتفاق تام في آرائهما بخصوص خطورة الأزمة السورية والحاجة إلى تحرك سريع من المجتمع الدولي للحيلولة دون وقوع مذابح". وأضاف البيان أنهما "اتفقا على أن هناك وجوهاً كثيرة للشبه مع الأزمة الليبية".

ويرى مراقبون أن خروج ساركوزي بعد ثلاثة أشهر من الغياب عن الحياة العامة وحديثه التليفوني الذي استمر 40 دقيقة مع سيدا يهدف إلى "زيادة الضغوط على هولاند كي يتواصل بشكل أكثر علانية مع جماعات المعارضة السورية". ويأتي موقف ساركوزي بعد أيام قليلة فقط من هجوم برنار هنري ليفي، الفيلسوف الفرنسي والمستشار غير الرسمي لساركوزي خلال الأزمة الليبية، على نهج الرئيس الإشتراكي في مقابلة صحفية.

وكانت الحكومة الفرنسية التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر آب/ اغسطس أعلنت أن وزير الخارجية لوران فابيوس سيرأس في 30 من الشهر الجاري إجتماعاً وزارياً لأعضاء المجلس يركز أساساً على الأزمة الإنسانية في سورية مع استمرار الجمود الدبلوماسي بشأن اتخاذ تحرك ملموس لوقف العنف.

ولم يسع هولاند في سورية إلى تتبع خطوات سلفه في ليبيا والتي تجاوز فيها الأمم المتحدة، مكتفياً بالإتصالات التي يجريها وزير خارجيته مع زعماء المعارضة السورية منذ حزيران/ يونيو، وبالإجتماع القصير الذي جمعه بسيدا على هامش مؤتمر أصدقاء سورية في باريس أوائل تموز/ يوليو الماضي.

اخترنا لك