الصحف الصينية تحمل على واشنطن.. اشتعال بحر الصين

الصين تصعد لهجتها تجاه واشنطن، وتطالبها بالصمت والحفاظ على الإستقرار في بحر الصين الجنوبي، الذي يشهد خلافات مع فيتنام والفلبين حول إستغلال إحتياطات النفط المحتملة.

يشهد بحر الصين الجنوبي خلافات مع فيتنام والفيلبين حول إستغلال إحتياطات النفط

صعدت وسائل الإعلام الحكومية الصينية اليوم الإثنين، إدانتها للولايات المتحدة، بسبب التوترات في بحر الصين الجنوبي، حيث حثت صحيفة "الشعب" الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم واشنطن على الصمت، واتهمتها "باشعال نار" الإنقسام في المنطقة.

وجاء في مقال في الطبعة الخارجية لصحيفة "الشعب"  "من حقنا مطالبة الولايات المتحدة بالصمت، كيف يمكن التغاضي عن تدخل دول أخرى في أمور تقع في نطاق السيادة الصينية؟". أما الطبعة المحلية من الصحيفة نفسها فانتهجت موقفاً متشدداً، متهمة واشنطن بالسعي لاثارة إنقسامات بين الصين وجيرانها الآسيويين. وقال تعليق في الطبعة المحلية "إشعال النار وإثارة الإنقسام وخلق العداوة عمداً مع الصين ليس لعبة جديدة".

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أدانت البيان الصادر عن وزارة الخارجية الامريكية، الذي قالت فيه إن واشنطن تراقب الخلافات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، وأن إقامة الصين حامية عسكرية في المنطقة تخاطر "بتصعيد التوترات في المنطقة بشكل أكبر".

وانتقدت بكين تأييد الولايات المتحدة لانتهاج موقف متعدد الأطراف لحل المطالب المتضاربة بالسيادة في بحر الصين الجنوبي، وقالت بكين إن خلافاتها مع فيتنام والفليبين ودول أخرى في جنوب شرق آسيا، لا بد من تسويتها على أساس فردي.

استياء صيني

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد استدعت دبلوماسياً أمريكياً رفيعاً، للإحتجاج على تصريحات وزارة الخارجية الامريكية. وقالت في بيان نشر في ساعة متأخرة من يوم السبت الماضي، إن مساعد وزير الخارجية الصيني تشانغ كونشينغ، إستدعى نائب رئيس البعثة بالسفارة الامريكية روبرت وانج، لابداء إحتجاجات جادة بشأن القضية.

وقال تشانغ إن البيان الأميركي "تجاهل الحقائق وخلط الصواب بالخطأ وبعث باشارة خطأ على نحو خطير ولم يساعد الجهود التي تبذلها الأطراف المعنية، للحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي أو المحيط الهادي".

وأعرب تشانغ عن إستياء بلاده وحثها الجانب الامريكي على إصلاح خطأ أساليبه، واحترام سيادة الصين ووحدة أراضيها، وان يفعل ما يساهم في الاستقرار والازدهار في المحيط الهادي.

وكرر بيان منفصل أصدره المتحدث باسم الوزارة إن الصين لديها السيادة المطلقة على بحر الصين الجنوبي وجزره الكثيرة، وإن لديها كل الحق في أن تقيم بشكل رسمي مدينة لادارة المنطقة وهو مافعلته الشهر الماضي.

وتابع البيان "لماذا تتجاهل الولايات المتحدة حقائق أن دولاً معينة فتحت عدداً من الكتل النفطية والغازية، وأصدرت قوانين محلية تستولي بشكل غير قانوني على الجزر والمياه الصينية؟".

وسأل "لماذا تتجنب الولايات المتحدة الحديث عن تهديدات السفن العسكرية لصيادي الاسماك الصينيين من قبل دول معينة ومطالبتها غير المبررة بحقوق السيادة على الجزر الصينية؟."

وكان بحر الصين الجنوبي قد أصبح من أكبر نقاط الاشتعال العسكرية المحتملة، بعدما وضعت مطالبة بكين بالسيادة على هذه المنطقة الضخمة، في مواجهة مع فيتنام والفلبين مع تسابق الدول الثلاث لاستغلال الاحتياطيات النفطية الضخمة المحتملة. ويضاف إليها خلافات أخرى بين بكين وواشنطن بشأن قضايا عديدة، من بينها قيمة العملة الصينية والتيبت وتايوان.

اخترنا لك