معارك بين تركيا وحزب العمال الكردستاني
اشتباكات بين الجنود الأتراك ومقاتلي حزب العمال الكردستاني بالقرب من الحدود العراقية توقع 22 قتيلاً من الجانبين.
قُتل 22 عشرون شخصاً بينهم ستةُ جنودٍ أتراك في مواجهاتٍ بين الجيش التركي ومسلَّحي حزبِ العمال الكردستاني. رئيسُ الحكومةِ التركية رجب طيب أردوغان انتقد شنَّ الهجوم على قواتِه في شهر رمضان، معتبرًا أن حزبَ العمال الذي وصفَهُ بالارهابي يُثبتُ استخفافَه بقيم تركيا الوطنية والروحية.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول أن المعارك أدت إلى جرح 15 جندياً تركياً ومقتل اثنين من حراس القرى، كما أسفرت عن مصرع 14 متمرداً كردياً، وذلك على إثر مهاجمة عناصر تابعين لحزب العمال مركزاً للجيش في قرية بمحافظة هكاري على الحدود العراقية.
ويأتي الهجوم على المركز العسكري بعد سلسلة من الإعتداءات المماثلة في جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية، مما دفع الجيش إلى اطلاق هجوم شامل ضد حزب العمال في المنطقة. وأطلق الأتراك عملية برية وجوية هي الأضخم منذ أعوام لطرد المتمردين من بلدة سمنديلي الواقعة أيضاً في محافظة هكاري.
2000 جندي يشاركون في الهجوم
وأشارت قناة "أن تي في" التلفزيونية الخاصة الأحد إلى أن نحو ألفي جندي يشاركون في الهجوم، وقال نائب رئيس الوزراء بشير أتالاي الأسبوع الماضي إن "عمليةً جديةً وقوية" بدأت في سمنديلي.
وقام حزب العمال الكردستاني الذي يصنف كمنظمة إرهابية في تركيا وغالبية المجتمع الدولي، بحمل السلاح بدءاً من عام 1984.
ويأتي الهجوم التركي الأخير بعد أنباء عن سيطرة الأكراد على بعض المناطق في شمال سورية مع تصاعد التحركات الإحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وتزعم أنقرة أن بعض المتمردين الأكراد في سورية أرغموا على الإنتقال إليها من مواقعهم في المناطق الجبلية شمال العراق بعد سلسلة من الغارات الجوية التركية.
ودفعت الأنباء عن سيطرة حزب الإتحاد الديمقراطي (الحليف السوري لحزب العمال الكردستاني) على مناطق شمال سورية، أنقرة إلى اتخاذ خطوات دبلوماسية وعسكرية لتحييد ما تعتبره تهديداً محتملاً.
وحشدت تركيا قوات عسكرية مزودة بدبابات وبطاريات صواريخ أرض-جو على الحدود مع سورية، وأجرت مناورات إعتبرتها وسائل الإعلام عرضاً للقوة حيال دمشق.
ووصلت العلاقات بين سورية وتركيا إلى أسوأ مراحلها مع إسقاط سورية طائرة تركية مقاتلة في حزيران-يونيو الماضي، ما أدى إلى وفاة قائديها واعتبار أنقرة دمشق خصماً "عدائياً".
وترد دمشق بالقول أن انقرة تدعم "الإرهابيين" لإسقاط النظام السوري، في إشارة الى مجموعات المعارضة المسلحة والمسلحين الأجانب الذين يدخلون سورية عبر تركيا. إضافة إلى الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين ومواطنين مسلحين، والذي يتخذ من الأراضي التركية المحاذية للحدود السورية قاعدة له.
وزار وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو الأسبوع الماضي شمال العراق لإجراء محادثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عن الوضع في شمال سورية، وقال الرجلان في بيان مشترك نادر إن على "سورية الجديدة أن تكون حرة من مجموعة أو منظمة إرهابية ومتطرفة". ورغم العلاقات التي نسجتها تركيا مع الحكومة الإقليمية في شمال العراق، إلا أن انقرة تعارض فكرة قيام دولة كردية مستقلة.