ندوة سياسية عن إعلان بعبدا وارتباط القوى السياسية بالخارج

دعا مركز عصام فارس للأبحاث اللبنانية إلى ندة تناولت إعلان بعبدا الذي طلب تحييد لبنان عن نزاعات المنطقة وعالجت مشكلة ارتباط القوى السياسية بالخارج

ندوة مركز فارس

ندوة مركز فارس:

ملامسة خجولة لموضوع ارتباطات القوى السياسية بالخارج

نقولا طعمة / الميادين / بيروت

أقام “مركز عصام فارس للأبحاث اللبنانية” ندوة سياسية بعد ظهر أمس الخميس، أحياها النائبان الدكتور عماد الحوت، وآلان عون، وقدمتها الإعلامية نجاة شرف الدين، وكانت بعنوان “"اعلان بعبدا" وارتباطات القوى السياسية بالخارج"، وجرت في مركز فارس في سن الفيل.

افترض بالندوة أن تتناول على بساط العرض والنقاش ما نصّ عليه "إعلان بعبدا" ل"تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة، حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنيّة وسلمه الأهلي"، وذلك بحسب ما ورد في دعوة المركز للندوة.

ويتابع المركز في دعوته إن "الواقع التاريخي للبنان يشير الى أن معظم القوى السياسية اللبنانية تعمل بمنطق الاستقواء بالخارج، مما هزّ مراراً وتكراراً وحدة الوطن وامان المواطن”.

عرضت شرف الدين وجهة الندوة، فذكرت أنه "منذ الاستقلال يواجه لبنان الارتباط بقوى الخارج، ما طرح إمكانية حياده تلافيا لتداعيات الارتباطات المختلفة”. وقالت إن "الحياد ليس بالمسألة السهلة، ولم يكن يوما كذلك، والسبب الأساسي تركيبة البلد الطائفية، وكان "إعلان بعبدا" لإبعاد الفتنة عن الداخل”.

ثم تناول المحاضران الكلام، وبداية مع الحوت الذي تطرق عرضا للموضوع نواة الدعوة، فاستهل مداخلته بالحديث عما "كشفته الثورات العربية من زيف إدعاء بأنها لاتمثل الشعب وإرادته"، منتقلا إلى التحديات والمخاطر الناجمة عن التحركات العربية، والانقسام اللبناني عليها، ثم إلى "أزمة سوريا ومحاولة نقلها إلى لبنان"، طارحا "تأمين منظومة متكاملة لتأمين مظلة حماية للبنان المستقبل"، ثم عرض لقضايا لبنانية "تزيد من مخاطر التأثيرات السلبية، منها إشكالية المواطنة وخوف الأقليات، والنظام السياسي واتفاق الطائف"، مشيدا ب"التنوع الطائفي الذي منع استئثار فئة بالسلطة"، ثم تحدث عن "مرجعية الدولة متطرقا إلى الدعوة ل"مقاومة رغبات الهيمنة عليها".. ثم إلى "الاستراتيجية الدفاعية وفوضى السلاح"، وصولا إلى موقف لبنان من ثورات الربيع العربي، مناشدا نصرتها، لكن في نفس الوقت مؤيدا ل"حياد لبنان عن سياسة المحاور..”

كذلك تحدث عن الحكومة الحالية، داعيا إلى رحيلها لصالح حكومة اختصاصيين، خاتما بنصائح عناوينها: تقديم مصلحة الوطن، وإفشال محاولات النظام السوري نقل أزمته إلى لبنان، وتبريد أجواء الشحن السني- الشيعي، والتخلي عن سياسة الاستقواء والاتهام، والتوافق على حكومة اختصاصيين جديدة".

استفاض الحوت في بيانه السياسي الذي يشكل مطالعة سياسية، واختزالا شاملا، لمواقف قوى الرابع عشر من آذار، بما لم يمت بصلة إلى إعلان بعبدا، وتداعياته.

إعلان بعبدا يصيب المشكلة اللبنانية

فإلى عرض النائب آلان عون، الذي رأى أن عنوان الندوة يصيب المشكلة اللبنانية في صميمها، ويطرح إشكالية عميقة تواجه النظام اللبناني.

وإذ لفت إلى أن "العالم يتجه نحو مزيد من التكتلات الكبيرة"، لكن هذه الظاهرة أخذت نظام لبنان وقراره "رهينة ارتباطات متنوعة ومتعارضة، حولته إلى ساحة نموذجية لصراعاتها وحساباتها”.

وشرح رؤيته لوقوع لبنان على تقاطعين: الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، والنفوذ الإيراني- العربي الأميركي مما يجعل منه نقة اهتمام دولي وإقليمي، لاحظا أن ما زاد الأمر سوءا هو كون لبنان على صورة المنطقة من خلال تعدديته الطائفية والمذهبية، من جهة، وفشل النظام اللبناني في دمج اللبنانيين في مشروع مشترك وصيغة شراكة عادلة، مما حوله إلى أرض تعايش شبه قسري بين مكوناته التي يسعى كل منها إلى استجرار قوة إضافية-خارجية عادة- تسمح بتغيير موازين القوى لمصلحتها، من جهة ثانية”.

وبعد تساؤل عن الأمل في تحييد لبنان عن سياسة المحاور الدولية، رأى أن أقصى أمل هو في أ، "تتفق القوى الاقليمية لترتيب الأوضاع اللبنانية كجزء من تسوياتهم، كما حصل في الطائف والدوحة"، مستدركا أن "هذه التسويات لم تحم استقرار لبنان، إلا مرحليا”.

وخلص إلى أن "الحل الحقيقي والطويل الأمد للمشكلة اللبنانية هو في تقوية الدولة بمنطقها ومؤسساتها وقوانينها وانتظام الجميع تحت سقفها".

الحوارات بدورها لم تتناول الموضوع الذي تمت الدعوة على أساسه، وتركزت على ردود وتساؤلات عن مفاصل متنوعة ترددت أساسا في كلام الحوت، ولم تتوجه من منطق عون الذي كان أقرب إلى معالجة الموضوع كما كان مفترضا.

من ندوة فارس

اخترنا لك