حلب: تقدم الجيش السوري في حي صلاح الدين

الجيش السوري يواصل المعارك في حلب ويستعيد عدداً من أحيائها، والمعارضة تطالب بحظر جوي من الغرب.

كاميرا الميادين في حلب

أفادت وكالة فرنس برس أن الجيش السوري الحر إستولى صباح اليوم على نقطة استراتيجية شمال غرب مدينة حلب بعد عشر ساعات من القتال، ما يسمح له بربط المدينة بالحدود التركية، بحسب ما ذكرت الوكالة.وقال العميد فرزات عبد الناصر، وهو ضابط إنشق عن الجيش قبل شهر، "تمكنا الساعة الخامسة من هذا الصباح من الإستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب، بعد عشر ساعات من المعارك"، مشيرا إلى مقتل ستة جنود من الجيش السوري النظامي وأربعة معارضين في الإشتباكات.

في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في حلب اليوم بعد إشتباكات ومعارك عنيفة نجحت فيها القوات الحكومية في بسط سيطرتها مجدداً على ثاني أكبر المدن السورية حيث إستعادت عدداً من الأحياء منها حي صلاح الدين، في وقت لا يزال مسلحو الجيش السوري الحر يسيطرون على بعض المناطق في المدينة بحسب وكالة الأنباء السورية سانا. وبحسب سانا فإن الجيش السوري ألحق خسائر كبيرة بمقاتلي المعارضة، كما ألقى القبض على عدد منهم، مشيرة إلى مقتل عدد من قادة هذه المجموعات. من جانبه، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي الغرب إلى إنشاء "منطقة حظر جوي" في سورية، مشدداً على أن مدينة حلب ستكون "مقبرة لدبابات" الجيش النظامي. وتوجه العكيدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس للغرب بالقول "أصبحت لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة إليها بل نحتاج إلى منطقة حظر جوي فقط"، مؤكداً "إمتلاك الجيش الحر لأسلحة مضادة للدروع والطيران المروحي".

بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الإشتباكات في مدينة حلب تأخذ طابع "حرب شوارع شاملة". وأوضح أنه "ليس كل التعزيزات العسكرية التي إستقدمها الجيش السوري إلى حلب تشارك في المعركة"، مشيراً إلى أن "جزءاً كبيراً من الوحدات مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الاحياء التي يسيطر عليها الثوارعن مناطق ريف حلب". وأضاف المرصد أن "الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين جنوب غرب حلب حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة"، بالإضافة إلى "مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي". ولفت إلى وصول المعارك إلى وسط مدينة حلب وتحديداً حلب القديمة حيث "يحاول الجيش النظامي إسترجاع حي باب الحديد الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، موضحا أن أحياء السكري والفردوس وجسر الحاج تشهد إشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين". ومن معركة حلب المستمرة إلى معركة دمشق التي أعلنت الحكومة السورية أمس الأحد إنتصارها فيها والسيطرة على العاصمة متعهدة بـ"اقتلاع الإرهاب" والانتصار على "المؤامرة التي تحاك ضد دمشق".

المعلم من طهران: ستنتصر على المؤامرة التي تحاك ضدنا

على الصعيد الدبلوماسي بدا الأبرز في المشهد السوري زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى طهران حيث أكد من هناك أن بلاده "ستنتصر على المؤامرة التي تحاك ضدها"، موضحاً في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي أن "الشعب السوري مصمم ليس فقط على مواجهة هذه المؤامرة بل على الإنتصار عليها". وأضاف المعلم أن "المسلحين خططوا لمعركة دمشق الكبرى، وفي أقل من أسبوع إندحروا وفشلت معركتهم والآن إنتقلوا إلى حلب وستفشل مخططاتهم هناك أيضاً" على حد تعبيره.

من جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وصف ما يحدث في سورية خاصة في مدينة حلب بأنه "يرقى إلى جرائم حرب" محذراً من أن "مرتكبي هذه الجرائم سوف يتعرضون لمساءلة دولية".

وفي السياق نفسه، إعتبر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أمس خلال زيارة له إلى لتونس أن "الهجمات التي يشنها الجيش السوري على مدينة حلب تدق المسمار في نعش حكومة الرئيس بشار الأسد وتوضح أنه يفتقر الشرعية لحكم البلاد". وجدد بانيتا دعواته لإتخاذ "موقف دولي موحد لإسقاط نظام الأسد"، مشيراً إلى الحاجة إلى "تقديم مساعدات للمعارضة". وتوقع بانيتا أن تلوح الأزمة في سورية بشكل كبير خلال المحادثات التي يجريها هذا الاسبوع مع المسؤولين في إسرائيل والأردن، معبراً عن "بواعث القلق إزاء أمن مواقع الأسلحة الكيمائية والبيولوجية السورية وتدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود".

في المقابل جددت موسكو موقفها تجاه ما يجري في سورية، وقال رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف في مقابلة مع صحيفة "تايمز" البريطانية إن "الحرب الأهلية الشاملة هي أسوأ سيناريو محتمل لسورية" مؤكداً أن "التفاوض هو السبيل الوحيد لحل الأزمة".

وزير الخارجية السوري وليد المعلم

الشعار: سنستنفذ كل طاقتنا لمتابعة فلول الإرهابيين

على صعيد آخر أدلى وزير الداخلية السوري اللواء محمد إبراهيم الشعار بأول تصريح له منذ تعرضه لمحاولة إغتيال في الهجوم الذي وقع في 18 الشهر الجاري على مكتب الأمن القومي السوري. وقال الشعار  إن "الجيش والأمن سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية"، مؤكداً أن" وجود بعض الثغرات يجب ألا يكون مبرراً لأي أحد لكي يبيع نفسه إلى خارج الحدود، فنحن جاهزون لمساعدة هؤلاء والعودة بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن ليكونوا بنائين فيه بدلاً من أن يكونوا مخربين له".وكان الشعار من ضمن المتواجدين في إجتماع مجلس الأمن القومي السوري حين تعرّض للهجوم مودياً بحياة أربعة من كبار القادة العسكريين والأمنيين هم وزير الدفاع داوود راجحة ومعاونه آصف شوكت ورئيس خلية الأزمة حسن تركماني ورئيس مكتب الأمن القومي هشام إختيار.

اخترنا لك