فشل المحادثات بين جوبا والخرطوم

الخرطوم يحذر من تجدد الإشتباكات مع جوبا بعد تعثر المحادثات بينهما في أديس أبابا.

حذّر السودان أمس الأربعاء من تجدد الإشتباكات مع جنوب السودان بعد أن تعطلت المحادثات بينهما حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح على الحدود.

وجاء هذا التحذير بعد فشل أول محادثات رفيعة المستوى بين البلدين بشأن أمن الحدود، والتي انطلقت يوم الإثنين الماضي.

وقال مسؤولون من جنوب السودان أن البلدين لم يتفقا حتى الأن على الأراضي التي ستقام فيها المنطقة العازلة والمقترحة من خلال خرائط قدمها الجانبان.

في هذا السياق، قال وزير خارجية جنوب السودان نيال دنق بعد المحادثات "ما نقوله نحن هو أن ننسحب عشرة كيلومترات جنوبي حدود السودان، وأن ينسحبوا بدورهم عشرة كيلومترات شمالي حدودنا"، مضيفا "لم نتفق بعد على الخطوط التي سترسم المنطقة الأمنة المنزوعة السلاح إنطلاقا منها".

من ناحية أخرى، إتهمت الخرطوم جوبا بإذكاء التوتر من خلال تقديم إدعاءات جديدة بشأن هجليج عن طريق الخريطة التي قدمتها الأخيرة، وخاصة بعد إستيلاء جنوب السودان على حقل هجليج النفطي في نيسان/إبريل الماضي الذي انسحب منه تحت ضغوط دولية مكثفة.

وقال المتحدث بإسم وفد السودان في المحادثات عمر دهب إن "تضمين منطقة هجليج في خريطة جنوب السودان الجديدة ينطوي من الناحية القانونية على خطر إستعمال القوة ولا يساعدنا في الوصول الى التسوية التفاوضية التي نتطلع إليها"، مضيفا"أي خروج عن هذه الخريطة المتفق عليها دوليا سيؤدي حتما إلى حرب جديدة في المنطقة الحدودية، ونود أن نوضح أن هذا لن يساهم في تغيير العلاقات والتوصل إلى تسوية تفاوضية".

وفي خطوة لتأييد أحقيته في منطقة هجليج، يستشهد السودان بحكم أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي عام 2009 وقالت فيه إن هجليج ليست جزءا من منطقة أبيي المتنازع عليها.

أما جوبا فتعارض مزاعم الخرطوم مستشهدة بحدود داخلية رسمتها الإدارة التابعة للإستعمار البريطاني وبالأصل العرقي لسكان المنطقة التي يسميها كثير من الجنوبيين بانتو.

وكانت الدولتان عادتا للمفاوضات في أديس أبابا الأسبوع الماضي للنظر في قضايا عدة من بينها الحدود ورسوم عبور نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية وإقتسام الدين العام، وذلك بعد الإشتباكات الأخيرة بسبب الخلاف على منطقة هجليج الحدودية المنتجة للنفط والتي هددت بنشوب حرب شاملة بين البلدين.

اخترنا لك