معبد "ياسوكوني" يثير جدالاً بين طوكيو وبكين وسيول
توتر صيني ياباني جديد يلوح في الأفق بعد زيارة رئيس الوزراء الياباني معبد "ياسوكوني" الذي يضم رفات الجنود القتلى في الحرب العالمية الثانية، فبكين تعبر عن غضبها واحتجاجها الشديد وسيول تقول إن على طوكيو "الإعتذار" وواشنطن تأسف.
أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي الخميس أن زيارته لمعبد ياسوكوني المثير للجدل تشكّل خطوة رمزية ضد الحرب ولا تهدف إلى استفزاز الصين وكوريا الجنوبية.
وقال رئيس الوزراء "اليوم أنهي عامي الأول في السلطة وأردت أن أؤكد عزمي على الا يعاني احد من الحرب مجددا"، لافتاً إلى ان هذه الزيارة "لم تهدف إلى المساس بمشاعر الصينيين والكوريين الجنوبيين" الذين يعتبرون معبد ياسوكوني رمزا للماضي العسكري الياباني.
لكن مسؤولاً صينياً سارع إلى رفض هذه الخطوة، وقال المدير العام للشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية الصينية لو زاوهوي في تصريح نشر على موقع الوزارة إن زيارة ابي "مرفوضة تماما بالنسبة الى الشعب الصيني" وعلى اليابان "ان تتحمل نتائجها".
وعبرت الصين اليوم الخميس عن "احتجاجها الشديد" و"غضبها" بعد الاعلان عن زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه الى معبد ياسوكوني الذي يكرم الأفراد الذي يموتون في سبيل امبراطورية اليابان بمن فيهم قتلى الحرب العالمية الثانية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية شين غانغ في بيان ان "شينزو ابيه وبدون اي مراعاة للجانب الصيني، زار ضريح ياسوكوني".
واضاف ان "الحكومة الصينية تعبر عن غضبها حيال القادة الياباني ازاء ازدرائهم المعلن لمشاعر الشعب الصيني".
وتابع المتحدث ان الصين تنوي تقديم "احتجاج شديد اللهجة" وتعبر عن "ادانتها العميقة لأعمال المسؤولين اليابانيين".
واشار المتحدث الصيني الى ان "جوهر زيارات المسؤولين اليابانيين الى معبد ياسوكوني هو تضخيم تاريخ العدوان العسكري والهيمنة الاستعمارية لليابان".
وأكد أنه "على اليابان تحمل عواقب ذلك"، معتبراً أن هذه الزيارة الأولى لرئيس حكومة ياباني إلى "ياسوكوني" "تشكّل عقبة كبيرة جديدة على طريق العلاقات الثنائية" بين البلدين.
وكانت سيارات رئيس الوزراء وأجهزته الامنية اجتازت كيلومترات عدة في قلب طوكيو للوصول الى المعبد المذكور الذي يكرم 2,5 مليون جندي ياباني قتلوا في سبيل وطنهم.
وأمام الكاميرات، دخل ابي المعبد حيث كانت تنتظره باقتا ورود بيضاء كتب عليهما "شينزو ابي رئيس الوزراء"، ثم صلى لوقت قصير من اجل اليابانيين الذين قضوا من اجل وطنهم خلال الحروب المعاصرة.
وشكلت هذه الزيارة مفاجأة لكثير من اليابانيين أيضاً. وهي تأتي بعد عام تماماً من عودة ابي إلى السلطة بعدما كان امتنع عن زيارة المعبد خلال ولايته الأولى بين 2006 و2007.
وفي سيول، رأى وزير الثقافة الكوري الجنوبي ان ياسوكوني يكرم الذين تسببوا بألم ومعاناة "لا يمكن وصفهما" للكوريين خلال الاحتلال الياباني.
واضاف "اذا كانت تريد المشاركة فعلياً في السلام في العالم، على اليابان اقامة علاقات ثقة مع جاراتها (...) عبر التفكير والإعتذار (...) بدلاً من انكار الماضي وتمجيد الإعتداءات السابقة".
وعبرّت السفارة الأميركية في طوكيو عن أسفها للزيارة. وقالت في بيان إن "اليابان حليفة ثمينة وصديقة. ومع ذلك، تشعر الولايات المتحدة بخيبة أمل لأن الحكومة قامت بهذه الخطوة التي ستفاقم التوتر مع جيران اليابان".
وحرصت السفارة الأميركية على الإشارة إلى أن "رئيس الوزراء (ابي) عبر عن ندمه على الماضي وأكد مجدداً التزام اليابان بالسلام".