طهران: واشنطن أكثر حاجة من إيران لحل مسألة الملف النووي

الخارجية الإيرانية تذكر بأن إحدى القضايا الأساسية في برنامج العمل المشترك مع الغرب هي عدم المبادرة إلى فرض حظر جديد، ومستشار المرشد يلفت إلى أن واشنطن مجبرة على الإلتزام بتعهداتها التي قطعتها في الإتفاق النووي.

مباحثات بين آشتون وعراقتشي

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية افخم بأن أي اجراء يتخذ في مسار فرض حظر جديد على ايران سيقضي على برنامج العمل المشترك الذي تم التوصل إليه في إطار اتفاق جنيف.

وقالت افخم في مؤتمرها الصحفي الثلاثاء، أن إحدى القضايا الأساسية التي جاءت بصفة تعهدات الطرف الآخر في برنامج العمل المشترك، هي عدم المبادرة إلى فرض حظر، ولقد أعلنا سابقا بأن أي حظر جديد سيقضي على برنامج العمل المشترك ونأمل بان تكون الأطراف الأخرى جادة في الإلتزام بهذا البرنامج وأن تحفظ الروح السائدة فيها وأن تتخذ اجراءات بناءة لتنفيذها. 

واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية الإتصال الهاتفي لوزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بأنه يأتي في اطار برنامج العمل المشترك وقالت إن السيد ظريف أعرب في هذا الإتصال الهاتفي عن استياء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء خطة مفاوضات الخبراء وتفاصيل تنفيذ برنامج العمل المشترك. 

وأشارت أيضا إلى الاتصال الهاتفي بين ظريف واشتون، معتبرة مثل هذه الإتصالات بانها طبيعية. 

كما اشارت إلى لقاء مساعد الخارجية عضو الفريق النووي الإيراني المفاوض عباس عراقجي مع المنسقة العليا للسياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، ومساعدة اشتون؛ هيلغا اشميت، واوضحت بان هذه اللقاءات تاتي في اطار مفاوضات الخبراء ومسيرة تنفيذ برنامج العمل المشترك. 

وأعربت عن الأمل بانعقاد مفاوضات الخبراء في أقرب فرصة ممكنة وأن يتم التوصل إلى تفاهم حول وضع جدولة زمنية لإجراء المفاوضات في مستويات أعلى. 

ووصفت افخم بالمفيد والبناء روح بيان الإتحاد الأوروبي بالغاء قسم من اجراءات الحظر المفروضة على ايران وربط ذلك بتاييد الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجميد إيران للتخصيب بنسبة 20 بالمائة. 

وجددت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية ادانة طهران للعمل الإرهابي الأخير في العراق والذي أدى إلى استشهاد عدد من العمال الفنيين الإيرانيين العاملين في مشروع لمد انابيب الغاز في شرق بعقوبة، كما ادانت بشدة الهجمات الارهابية الاخيرة التي وقعت في العراق معربة عن مواساتها للحكومة والشعب العراقي. 

ولفتت الى ان الارهابيين يستهدفون الوحدة الوطنية في العراق، داعية الشعب العراقي للحفاظ على اليقظة لصون الوحدة الوطنية، ومحذرة أن اخطار التطرف في المنطقة. 

وأشارت إلى ان الإرهابيين والمجموعات التكفيرية مدعومة من قبل بعض الدول لتحقيق أهداف غير مشروعة واضافت، انه على هذه الدول ان تتحمل مسؤولية اجراءاتها هذه. 

وأكدت افخم بان خطر التطرف في المنطقة لن ينحصر بدولة محددة واضافت، ان هذا الخطر يهدد المجتمع العالمي ايضا. 

وقالت، انه على الدول الداعمة للإرهاب ان تعلم بان هذه الظاهرة المناهضة للبشرية لن تنحصر في منطقة محددة وتهدد المجتمع الدولي. 

وفي ما يتعلق بمؤتمر "جنيف 2" حول الازمة السورية قالت، ان السيد بان كي مون اعلن بانه من المقرر ارسال الدعوات الا انه لم يتم حتى الآن توجيه الدعوة لأي دولة. 

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية استعداد طهران للمساعدة بحل الأزمة السورية وقالت، إن بلادها أعلنت دوما استعدادها للمساعدة بحل الازمة السورية وفيما لو دعيت فانها على استعداد للمساعدة بحل الازمة في اطار السبل السياسية. 

وخلال استقباله رئيس وزراء ايطاليا ماسيمو داليما الثلاثاء، دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني المسؤولين الأميركيين إلى الابتعاد عن نقض العهود والتناقض بين القول والعمل موضحاً ان هذا الأمر هو مطلب شعبي وأن الصهاينة هم من يعمل على تلويث أجواء التعاون الدولي، مذكرا بالتزام ايران بتعهداتها الدولية والدبلوماسية.

وأكد رفسنجاني أن الرأي العام العالمي خاصة في الشرق الأوسط و أفريقيا بات متيقظا مشدداً على أن مرحلة الاستعمار قد ولّت، وان المستقبل السياسي للولايات المتحدة وروسيا والصين والإتحاد الأوروبي يكمن في احترام بقية الشعوب. 

وانتقد السلوك الغربي والأميركي حيال العراق وسورية وليبيا وافغانستان معتبرا انه ساهم في تقوية المجموعات المتطرفة ولفت الى ان السلاح والتكنولوجيا لا يجلبا القوة.

بدوره انتقد داليما تصرفات بعض الدول وتأثرها بالمجموعات المتشددة في اشارة الى العقوبات الأميركية الجديدة لكنه اشاد بموقف الاتحاد الاوروبي.

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أنه يتوجب على الغرب عامة، والولايات المتحدة خاصة ان يبتعدوا عن الطلبات غير المتوقعة ويتجنبوا الإجراءات المثيرة للغضب في حال رغبوا في إستمرار المفاوضات النووية.

وقال عراقتشي في تصريح له بعد اللقاء الذي جمعه مع منسقة سياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي كاترن اشتون أن الأخيرة اكدت له أن الغرب وأميركا يشددان على ضرورة الإبتعاد عن كافة الخطوات التي من شأنها خلق اي سوء فهم، وأن الطرف الغربي ملتزم بتعهداته طبق الإتفاق النووي.

 وكان مستشار المرشد الأعلى الايراني للشؤون السياسية علي أكبر ولايتي اعتبر على هامش مؤتمر "أسبوع البحث العلمي" أن السياسة الإيرانية تقوم على الإستمرار في المفاوضات النووية والإلتزام بما نص عليه إتفاق جنيف، مشدداً على أن عدم إلتزام الطرف المقابل بتعهداته سيؤدي إلى تحقيرهم أمام المجتمع الدولي.

ولفت ولايتي إلى أن واشنطن مجبرة على الإلتزام بتعهداتها التي قطعتها في الإتفاق النووي، وأرجع ذلك إلى الهزائم التي تلقتها في العراق وافغانستان وسورية مما يجعل من الصعب عليها الدخول في مواجهة جديدة مع ايران.

وأكد مستشار المرشد الإيراني أن الولايات المتحدة اليوم اكثر حاجة من ايران لحل مسألة الملف النووي الإيراني. وجدد ولايتي تأكيد بلاده على حقها في امتلاك طاقة نووية سلمية وأن طهران لن تطلب إذن أي طرف كان في الإستفاة من الطاقة النووية السلمية التي توصلت إليها بخبرات أبنائها.