جلسة حامية حول تقرير "الكيميائي" في مجلس الأمن

جلسة حامية شهدها اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التقرير النهائي لرئيس فريق الأمم المتحدة للتحقيق في الأسلحة الكيماوية في سورية أكي سيلستروم، ونقاش حاد بين المندوب الروسي والدول الغربية حول الجهة التي استخدمت غاز "السارين" في سورية.

المندوبان الأميركي والبريطاني اتهما المندوب الروسي بمحاولة "طمس الحقائق"

اتهمت روسيا الولايات المتحدة بتجاهل طلبات موسكو في شأن معلومات تبرهن توّرط الحكومة السورية في هجمات كيماوية أثناء الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ أكثر من عامين ونصف العام.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين عقب اجتماع مغلق مساء الإثنين حول التقرير النهائي لرئيس فريق الأمم المتحدة للتحقيق في الأسلحة الكيماوية في سورية أكي سيلستروم "تجاهلت واشنطن طلباتنا في شأن معلومات إضافية يمكن ان تثبت ضلوع الحكومة السورية في استخدام الأسلحة الكيماوية".

وشهد مجلس الأمن نقاشاً حاداً بين روسيا والدول الغربية محوره الطرف المسؤول عن استخدام اسلحة كيماوية في سورية بعد صدور التقرير.

وحمّلت موسكو مجدداً مقاتلي المعارضة السورية مسؤولية استخدام هذه الأسلحة، في حين نسبت واشنطن كل الهجمات الكيماوية الى قوات النظام.

وقال السفير الفرنسي جيرار ارو الذي يترأس مجلس الأمن خلال كانون الاول/ ديسمبر إن النقاشات داخل المجلس في هذا الصدد كانت "حادة ولم تفض الى نتيجة".

ورأى المندوب الروسي أن المزاعم في شأن تورط الحكومة السورية في الأسلحة الكيماوية بما فيها هجوم بغاز السارين يوم 21  آب/ أغسطس قتل فيه مئات الأشخاص "غير مقنعة".

واعتبر أن الهجوم ارتكبته المعارضة لدفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربة عسكرية في سورية، مضيفاً: "حصل استفزاز على نطاق واسع في 21 آب/ اغسطس"، متهماً واشنطن بالسعي إلى "التلاعب بالرأي العام".

وخلص التقرير النهائي للبعثة التي ترأسها آكي سيسلتروم والذي جرى تسليمه الخميس الفائت إلى أن اسلحة كيماوية استخدمت خمس مرات في شكل مرجح او مؤكد في النزاع السوري، لكنه لم يحدد الجهة التي استخدمت تلك الاسلحة لأن البعثة غير مفوضة هذه المهمة.

وأورد تقرير البعثة الأممية أن هذا الهجوم هو الوحيد شبه المؤكد ونسبته واشنطن وحلفاؤها إلى قوات النظام.

واعتبر السفير الروسي أن مجرد إشارة التقرير إلى سقوط جنود سوريين جراء الهجوم الكيماوي المحتمل في خان العسل قرب حلب (شمال) هو بمثابة "دليل على ان الحكومة السورية ليست الطرف الذي استخدم هذه الأسلحة".

وفي مداخلة طويلة أمام الصحافيين، ذكّر تشوركين بذريعة وجود أسلحة دمار شامل في العراق لتبرير اجتياح هذا البلد العام 2003، لافتاً إلى مقال للصحافي الأميركي سيمور هيرش أورد فيه أن واشنطن كانت على علم بأن بعض مقاتلي المعارضة السورية كانوا يملكون غاز السارين، لكنها تكتمت على هذا الأمر.

وقال ديبلوماسيون إن السفيرة الأميركية سامانتا باور رفضت بشدة أمام مجلس الأمن ما ساقه نظيرها الروسي مكررة أن واشنطن "خلصت إلى أن المعارضة لم تستخدم اسلحة كيماوية".

واعتبرت باور أن حادث خان العسل قد يكون ناتجاً من خطأ ارتكبه الجيش السوري تمثل في استخدامه ذخائر كيماوية ضد قوات تابعة له.

واضاف الديبلوماسيون أن السفير البريطاني مارك ليال غرانت اتهم موسكو بأنها تريد طمس الحقيقة في حين أن ضلوع دمشق في هجوم 21 آب/ اغسطس "مؤكد".

اخترنا لك