قرية في بيت لحم محرومة من الكهرباء والماء

الاحتلال الإسرائيلي يمعن في سياسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، والتضييق عليهم من أجل إجبارهم على ترك أراضيهم.

قصص التطهير العرقي تعيشها قرية جب الذيب إلى الشرق من بيت لحم، الهدف ترحيل سكانها عنها واستيلاء المستوطنين على أراضيهم، أما الوسيلة فهي حرمان سكانها من أبسط حقوقهم، كالماء والكهرباء.

قرية جب الذيب لا تعترف إسرائيل بها، بيوتها مهددة بالهدم، ويمنع على أصحابها ترميمها أو بناء جديد منها.

الكهرباء لا تصل القرية إلا عبر مولدات صغيرة تنير القرية لساعتين فقط كل ليلة، أما الماء فمن الآبار المنزلية لا أكثر.

إحدى السيدات في القرية تقول "إسرائيل لا تريد أن نبقى مستمرين على هذه الأرض، تريدنا أن نرحل... ناس كثر رحلوا.. أهلي رحلوا.. لم يبقى لي إلا أخ واحد في القرية".

المؤسسات الدولية حاولت مساعدة أهل القرية من خلال بناء روضة للأطفال لكن الرفض الإسرائيلي حال دون استكمالها... أما طلاب القرية فيضطرون يومياً للسير وسط الجبال للوصول إلى مدرسة أو روضة في القرى المجاورة.

أحد الأطفال يتحدث عن معاناته في الوصول إلى المدرسة "بمشي ثلاثة كيلو متر.. بتعب ورجليي بيتكسرو"....

العناية الطبية في القرية مفقودة هي الأخرى، إلا من خلال عيادة متنقلة تحضرها مؤسسات خيرية مرة في الأسبوع، لكن عملها يكاد يكون مستحيلاً بسبب انعدام الكهرباء.

ناديا التعامرة، ممرضة من جمعية الإغاثة الطبية قالت "المشكلة الأساسية في جب الذيب هي عدم وجود الكهرباء، حيث نضطر أحياناً لأخذ عينات الدم لمختبرات في بيت لحم والفحوصات أيضاً محدودة، أما أجهزتنا الطبية فنحضرها معنا ولكننا لا نتمكن من استخدامها لعدم وجود الكهرباء".

أما المخطط الإسرائيلي التضييق على سكان القرية لدفعهم للهجرة والاستيلاء على أراضيهم لتوسيع المستوطنات المحيطة بجب الذيب، حيث يقول أحد المواطنين "إسرائيل تقصد بالأساس هو إحاطة محافظة بيت لحم واستكمال الجدار وحلقة المستوطنات كي تصبح جزيرة معزولة عن باقي الضفة الغربية".

ورغم أن ضيق الحال أدى بعشرات العائلات إلى الرحيل إلا أن الغالبية متمسكة بالبقاء وتحدي قرارات المنع الإسرائيلية ويزرعون أراضيهم المصادرة رغم تهديدات المستوطنين واعتداءاتهم.