الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي... لماذا تأخر التحرك لمساعدة الطاقم الدبلوماسي؟

الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغاري عام 2012 يعود الى الواجهة مع كشف ضباط في "سي آي اي" عن نشوب خلاف حول كيفية التصدي للهجوم.

الهجوم أسفر عن مقتل السفير الأميركي وثلاثة من أفراد البعثة الدبلوماسية

بعد أكثر من عام على الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في ليبيا وأدى إلى مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة موظفين آخرين، كشف ضباط في الإستخبارات الأميركية عن خلاف داخلي نشب حول سرعة التحرك للتصدي لهذا الهجوم وعن أمر أعطي لهم بتجنب المواجهات العنيفة.      

هذا الكلام جاء في شهادة هؤلاء أمام الكونغرس حول الهجوم الذي استدعى سيلاً من الإنتقادات للبيت الأبيض والبنتاغون والخارجية الأميركية لعدم قيامهم قبل وأثناء الهجوم بما يكفي من أجل إنقاذ السفير وموظفي السفارة، ومن ثم اتهام الإدارة الأميركية بالمشاركة في التستر على ما جرى.

وبحسب ما نقلت وكالة "اسوشيتد برس" عن أعضاء في الكونغرس فإن ضباط الاستخبارات نفوا تلقيهم أوامر بعدم التحرك لمساعدة الطاقم الدبلوماسي الأميركي، لكنهم سلطوا الضوء على السبب الذي أدى إلى تأخر الردّ لأكثر من ثلاثين دقيقة، علماً أن أياً من الذين أدلوا بشهادتهم لم يقل إن التحرك السريع كان لينقذ حياة الذين قضوا في الهجوم.

وتحدث هؤلاء عن "تدافع فوضوي" في ذلك اليوم من أجل مساعدة ستيفنز والآخرين لكنهم والفريق الأمني المتعاقد فضلوا في نهاية الأمر التريث على التسرع في مواجهة العنف الدائر على بعد ميل واحد فقط من مكان تواجدهم.

وقال الضباط الذين كانوا في الخدمة في ذلك اليوم "إنهم كانوا يحاولون في البداية أن يجمعوا المعطيات الإستخبارية الأولية والميلشيات الليبية الحليفة المجهزة بأسلحة ثقيلة". إلا أن بعض الضباط المتعاقدين كان لهم رأي آخر مخالف لمسؤوليهم وأرادوا التحرك سريعاً.

وقال أحد المسؤولين "إن الضباط الذين كانوا متواجدين على الأرض حاولوا الحصول على دعم محلي وتأمين أسلحة ثقيلة في عملية الإنقاذ لكن حين اتضح أنه أنه لن يكون بالإمكان الحصول على هذا الدعم سريعاً كان التحرك باتجاه المجمع الدبلوماسي".  

ورجحت لين وستمورلند رئيسة لجنة فرعية للاستخبارات في مجلس النواب الأميركي أن يكون هذا "الخلاف هو السبب وراء الإدعاءات بأن وكالة الاستخبارات أصدرت أمراً يقضي بالتريث وعدم مساعدة البعثة الدبلوماسية، واتهام الادارة الأميركية بعدم الردّ على طلب الطاقم الاستخباراتي من أجل تدخل الطائرات المقاتلة".     

وقالت وستمورلند لـ"اسوشيتد برس" "إن قائد الفريق كان يدرك أنه لوحده وإن كل الموظفين العاملين في ليبيا كانوا يعلمون أنه لن يكون هناك تدخل جوي نتيجة المذكرة الصادرة عن "سي آي اي" في 2011 في أعقاب انتهاء مهمة قوات الناتو والتي دعت فيها كل العاملين في بنغازي إلى المغادرة مع الطاقم الموكل إليهم حمايته في حال التعرض إلى هجوم".

وتأتي هذه الشهادات في سياق التحقيق الذي يجريه الكونغرس حول الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، وتحديداً المعلومات التي تحدثت عن أوامر صدرت للفريق الاستخباراتي في ليبيا بعدم التحرك الفوري لإنقاذ السفير والذين قتلوا معه. 

اخترنا لك