4 آلاف مشرد في غزة بسبب العاصفة وتحذير من كارثة صحية
4 آلاف مواطن في غزة تغمر منازلهم مياه الأمطار، عملت حكومة غزة على إيوائهم، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح، ولجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب تحذر من كارثة صحية وتشير إلى أن نقص الإمدادات الطبية يضع حياة ما يقرب من مليوني شخص في خطر.
أعلنت حكومة حماس في قطاع غزة السبت أن حوالي أربعة آلاف مواطن غمرت مياه الأمطار منازلهم في قطاع غزة وتم إيواؤهم في مدارس حكومية بسبب العاصفة الثلجية.
وتسببت العاصفة التي تضرب منطقة الشرق الأوسط بجرح نحو مئة فلسطيني بينهم أربعة إصاباتهم خطيرة.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في بيان مقتضب أنه "تم إيواء 300 أسرة جديدة تضم 800 شخص غرقت منازلهم بمياه الأمطار، في مراكز إيواء تم إقامتها في مخيم جباليا".
كما أكد مسؤولون في الدفاع المدني في غزة أنه يجري العمل لاخلاء عشرات العائلات الذين حجزوا في بيوتهم التي غمرتها مياه الأمطار التي وصلت إلى مستوى يزيد عن مترين في منطقة حي النفق شمال شرق مدينة غزة، وتستخدم طواقم الدفاع المدني قوارب صيد صغيرة بمجاديف لاخلاء العالقين من بيوتهم أو التنقل.
ولليوم الثالث تعطلت الدراسة في كافة الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة والتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، كما حذرت وزارة الزراعة في غزة من "الآثار المدمرة لموجة الصقيع المصاحبة للعاصفة الثلجية على المزروعات".
في وقت قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية بغزة إيهاب الغصين "نستغرب استمرار إغلاق معبر رفح من الجانب المصري وعدم السماح بالتنقل وإدخال ما يحتاجه قطاع غزة في ظل هذه الأزمة الكبيرة والمعاناة الإنسانية غير المسبوقة".
تحذير من وقوع كارثة صحية في غزة
أفاد مراسل الميادين في غزة أن رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية أجرى اتصالاً بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووضعه في صورة الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع.
وحثّ هنية الأمين العام على تطبيق قرار الجامعة العربية برفع الحصار الفوري عن غزة، وإدخال احتياجات القطاع عبر معبر رفح، من جهته، أكد العربي أنه يتابع ما يجري في قطاع غزة، ويجري اتصالات مع الدول العربية للإغاثة العاجلة للقطاع، مشدداً على استمرار التواصل لمتابعة الأوضاع.
ويأتي اتصال هنية بالعربي بالتزامن مع تحذير لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب من أن الوضع الانساني المتدهور باستمرار في قطاع غزة، ينذر بكارثة صحية ستستمر نتائجها على المديين المتوسط والبعيد.
وأشارت اللجنة في بيان لها السبت إلى إنً نقص الإمدادات الطبية المستمر من أدوية ومستهلكات طبية ووقود خاص بالمستشفيات، يضع حياة ما يقرب من مليوني شخص على درجة عالية من الخطر.
ولفتت اللجنة إلى التهديد المباشر لحياة المواطنين خصوصاً المسنين والحوامل، وأصحاب الأمراض المزمنة، وذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك الأطفال وبالأخص حديثي الولادة، إذا ما أُخذ في الحسبان أن هناك أكثر من 60 ألف ولادة جديدة سنوياً.
وتحدثت لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب عن الوضع الصحي بشكل عام، فلفتت الى "أنه يتفاقم في فصل الشتاء البارد حيث طالت المأساة جوانب الصحة العامة، وذلك بعدما عجزت محطات الصرف الصحي عن العمل بسبب نقص الوقود فاختلطت مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار، وغمرت بيوت الفقراء والمُعدمين لتزيد من مأساتهم وتزيد من احتمالية تعرضهم للأمراض".
وبين البيان أن ما يزيد من التهديد المباشر لصحة اهالي غزة هو نقص امدادات الدواء، حيث بلغت نسبة العجز في الامدادات الطبية إلى أكثر من 30% من الأدوية وإلى أكثر من 50% من المستهلكات الطبية الواجب توفرها في مخازن ومستودعات وزارة الصحة الفلسطينية، حيث تحتاج الوزارة من الأدوية بقيمة 2.600.000 دولار شهرياً وما قيمته 31.200.000 دولار سنوياً.
وأضاف بيان اللجنة أنً العجز المتواصل في امدادات الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات يعقد الوضع، علماً ان ساعات انقطاع التيار الكهربائي باتت تزيد عن 14 ساعة يومياً وهذا يجعل مولدات الكهرباء أكثر عرضة للتلف وأكثر احتياجاً للصيانة المتكررة.
وأهاب اتحاد الأطباء العرب بالحكومات العربية وكذلك منظمات المجتمع الأهلي وكل من لديه القدرة على المساهمة في حل جذري لهذه المأساة الانسانية المزمنة.