علاقات إيران ودول الخليج... بين المدّ والجزر

بعد توقيع طهران الاتفاق النووي مع الغرب رحبت دول الخليج بالإتفاق، فبادرت إيران إلى إرسال وزير خارجيتها في جولة على تلك الدول، حاملاً رسائل طمأنة لعل أبرزها إلى السعودية التي لم تشملها الجولة.

يحكى عن دور عماني في بروز ملامح انفراج إيراني ـ خليجي

من بوابة عمان الجار والصديق الدائم نسجت إيران خيوط سياستها الخارجية الجديدة. السلطان قابوس كان أول ضيف نزل على الرئيس حسن روحاني بعد الإنتخابات الأخيرة ليتبع ذلك حديثٌ عن دور عماني أسهم في تحقيق انفراج ايراني - غربي تمثل في اتفاق جنيف النووي أعقبه انفراج إيراني خليجي تمثل بترحيب دول الخليج بالاتفاق.  

يقول حسين نقوي حسيني، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي و السياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي في ايران، إن "أصل الخلافات يعود إلى الأوضاع الدولية والإقليمية وليس الى أمور ثنائية" لافتاً إلى أنه "في البداية حاول الغرب زرع فكرة أن إيران تهديد لأمن المنطقة من خلال برنامجنا النووي وبعد ذلك زادت الأزمة السورية المسافة بيننا  واليوم بعد حلحلة الملف النووي وتيقن الجميع من أن الحل في سورية سياسي، علينا أن نتعاون لتحقيق المصالح المشتركة ومصلحة المنطقة".  

لم تكتف إيران باستقبال الضيوف وإعلان بدء مرحلة جديدة من العلاقات الإيرانية الخليجية، فبعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي طهران  إنطلق قطار الدبلوماسية الإيرانية باتجاه دول الخليج العربية. محطاتٌ في كل من الكويت وقطر والامارات وبالتأكيد عمان مجدداً.  ليس هذا فحسب فطهران وفيما وصف ببادرة حسن نية شاركت في مؤتمر "حوار المنامة" أيضاً  لكن أبواب السعودية بقيت مغلقة رغم الإشارات الإيرانية الإيجابية التي تلقفها حتى جيرانها من غير العرب.

يتحدث مصيب نعيمي، رئيس تحرير صحيفة الوفاق الايرانية الصادرة بالعربية عن حكم الجغرافيا، يقول "إن طهران تحاول إزاحة الضباب عن علاقاتها الإقليمية والدولية مؤكدة عزمها على إعادة الدفء الى علاقاتها مع جيرانها العرب والخليجيين تحديداً ولاسيما أن الملفات المشتركة كثيرة وإن تعددت طرق وأساليب تناولها".

أمن المنطقة والخليج من أمن ايران، هذا ما تعلنه طهران على لسان رئيس دبلوماسيتها، وأن الحوار الاستراتيجي خصوصاً مع الجيران هو أفضل الطرق لحل أزمات المنطقة والقضايا العالقة.

 

اخترنا لك