أوباما يتصل بنتنياهو لـ"طمأنته" والشارع الإيراني يحتفل بـ"انتصاره"
بقي الإتفاق التاريخي بين إيران والدول الست محط ردود فعل دولية عديدة مرحبة بمعظمها وحذرة ببعضها فضلاً عن تلك المستاءة منه كما هو حال إسرائيل.
عمد الرئيس الأميركي باراك أوباما ومن على متن طائرته الى الاتصال برئيس وزرائها لبحث الاتفاق النووي معه. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض "إن أوباما ونتنياهو أعادا تأكيد هدفهما المشترك في الحؤول دون حيازة إيران سلاحاً نووياً".
وأضاف أن أوباما "أكد أن الدول الست ستسعى الى الحصول على اتفاق دائم، من شأنه أن يجد حلاً لمخاوف المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني" على حد تعبيره.
أما في إيران فقد أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف "أن البرنامج النووي الإيراني سيستمر من دون إغلاق أبواب أي منشأة نووية".
وفور عودته من جنيف، أعلن ظريف أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستدخل حيز التنفيذ قريباً. وكان لقي الوفد الإيراني المفاوض استقبالاً شعبياً احتفالياً مع عودته من جنيف.
وتجمع مئات من المواطنين في محيط المطار حاملين صور الرئيس الإيراني حسن روحاني وشعارات تثني على أداء المفاوضين والاتفاق الذي توصلوا اليه مع الدول الست.
المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي رحب بالإتفاق الموقع في جنيف وقال في رسالة الى الرئيس الايراني "إنه يتوجب دائماً الصمود أمام المطالب المبالغ فيها من الدول الأخرى في المجال النووي".
أما الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني فأكد "أن نتيجة مفاوضات جنيف هي اعتراف الدول الكبرى بحق إيران النووي".
رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي قال "إن على دول المنطقة والجوار أن ترحب بالاتفاق حول الملف النووي ودعا في تصريح للميادين السعودية التي لم تعلق بعد رسمياً على الاتفاق إلى زيارة المراكز النووية الإيرانية.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري "إن على إيران تغيير سلوكها لتطوير علاقاتها مع الغرب على المدى الطويل". وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني في لندن اعتبر كيري ان "الجزء الصعب" بدأ الآن في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
وكانت رحبت بالاتفاق بين ايران والقوى الكبرى دول عديدة. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "إنه سيكون بداية اتفاق تاريخي". أما عربياً فرحبت به قطر ومصر والجزائر وسورية والعراق والبحرين. كذلك عبرت كل من تركيا والهند وباكستان عن ترحيبها بالاتفاق فيما دعت مجموعة الحكماء الدولية إلى الحرص على الاتفاق وتنفيذه.
كيف استقبل الشارع الإيراني نبأ رفع العقوبات الاقتصادية؟
على خبر انتظروه لعشر سنوات استفاق الإيرانيون، اتفاق نووي مع مجموعة 5+1. إتفاق يعطي الضوء الأخضر لرفع العقوبات عن بلادهم.
في تفاصيل الاتفاق أعلن عن رفع العقوبات عن قطاعات البرتوكيماويات والسيارات والذهب والمعادن النفيسة، والإفراج عن 4 مليارات و200 مليون دولار من مبيعات النفط الإيرانية المحتجزة، والإبقاء على مستوى مبيعات النفط الإيراني على حالها، وتسهيلات تتعلّق بقطاعي الطيران والتعليم، وعدمَ فرض أي عقوبات جديدة فيما يتعلق بالبرنامج النووي لمدة ستة أشهر. تفاصيل يبدو أنها تمهد لإيران الطريق أمام خططها الاقتصادية.
أول الانعكاسات، تسجيل البورصة الإيرانية رقماً قياسياً جديداً في تاريخ تعاملاتها، لتتجاوز بذلك 80 ألف نقطة. أما في سوق الصرافين في طهران فكان ملحوظاً الإنخفاض في أسعار صرف العملات الأجنبية وإن كان طفيفاً، حتى إن التغيرات باتت لحظية.
وعلى المدى البعيد، يقول المراقبون إن الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على إيران هو بمثابة تعبيد طريق عضوية إيران في منظمة التجارة العالمية، ما ينعكس إيجاباً على اقتصاد المنطقة والعالم.
ما بعد اتفاق جنيف ليس كما قبله، هذا ما يقوله الإيرانيون. ومن بوابة الإقتصاد يلمحون إلى أن "الإتفاق صيغ بقاعدة رابح ـ رابح. وفي ظل أزمة اقتصادية عالمية يبدو الإتفاق نافذةَ أمل للداخل والخارج.