ردود فعل مستنكرة والحريري يدعو لتجنب "مخاطر التورط في سورية"
رئيس مجلس النواب اللبناني يدين التفجيرين ويقول إنه رسالة خطيرة تستهدف أمن واستقرار لبنان والحريري يدعو لإبعاد لبنان عن الحرائق المحيطة وتجنيب اللبنانيين مخاطر التورط العسكري في المأساة السورية.
توالت الإدانات وردود الفعل المستنكرة للتفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت.
فقد حذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في تعليق له الأربعاء من أن هذا "العمل الارهابي الذي طال السفارة الإيرانية في بيروت أمس الثلاثاء "إجرامي" وليس مجرد تفجير أمني بل"، مشيراً إلى أنه "رسالة خطيرة تستهدف أمن واستقرار لبنان واللبنانيين".
ودعا بري جميع الأفرقاء في لبنان إلى "التحلي بالمسؤولية العالية"، مؤكداً مرة أخرى أن "الحوار هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية".
وكان علق الرئيس سعد الحريري ببيان صدر عن مكتبه الاعلامي أمس فاعتبر أن "هذا الانفجار الارهابي مدان بكل المعايير، ويجب ان يشكل دافعا جديدا لإبعاد لبنان عن الحرائق المحيطة، وتجنيب اللبنانيين بكل فئاتهم ومناطقهم مخاطر التورط العسكري في المأساة السورية".
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أجرى اتصالا بالرئيس الايراني حسن روحاني استنكر في خلاله التفجير كما أجرى سليمان اتصالا مماثلا بسفير ايران غصنفر ركن ابادي.
واعتبر رئيس الجمهورية أن "مثل هذه الرسائل الاجرامية لا تغير الثوابت والاقتناعات، بل تحصد القتلى الابرياء، وان يد الارهاب لن تستطيع اعادة عقارب الساعة الى الوراء واعادة فتح صفحة سوداء من تاريخ لبنان"، فإنه دعا اللبنانيين الى "الوعي والتماسك وتمتين وحدتهم الوطنية، والمسؤولين الامنيين الى تكثيف جهودهم واجراءاتهم لكشف المجرمين والارهابيين واعتقالهم واحالتهم على العدالة".
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فدان بدوره الانفجار واعتبر "ان هذه الجريمة انما تستهدف ليس السفارة فحسب، بل لبنان واللبنانيين جميعاً، لما تبذله الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهود لتوحيد الصف في لبنان لدى الأطراف اللبنانية كافة، وسعيها الدائم لدعم استقراره ووحدته وحريته".
من جهته، دان رئيس كتلة التغيير والاصلاح العماد ميشال عون التفجير وقال إنه "لا بد من ارادة صلبة للمواجهة ولا يجوز أن يستبيح هؤلاء الارهابيون أرضنا وشعبنا"، وتابع "ما نراه هو جنون اليأس وعلينا منعهم من الوصول إلى أهدافهم".
كما استنكر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط التفجيرين، واوضح انه "تلافيا للدخول في حلقة الارهاب الاعمى وللحيلولة دون أن يصبح لبنان أكثر انكشافا على المستويين السياسي والامني يوما بعد يوم، لا سيما ان هذا الانكشاف يكرسه واقع الانقسام العميق والقطيعة التامة بين اللبنانيين في لحظة سياسية شديدة التوتر، فإن المطلوب اكثر من أي وقت مضى أعلى درجات التضامن الوطني والعقلانية، والعودة الفورية الى الحوار بين اللبنانيين أقله في السعي الى تنظيم الخلاف ما لم يكن ممكنا معالجة كل أسبابه وعناصره من جذورها".
كما دان رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة التفجير وأجرى اتصالات تعزية واستنكار بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان والعلامة علي فضل الله والسفير الايراني غضنفر ركن ابادي.
السنيورة اعتبر "ان هذه الجريمة المروعة مدانة ومن قام بها ووقف خلفها مجرم ارهابي يجب كشفه واعتقاله والاقتصاص منه". وأضاف: "إن آفة الارهاب باتت تهدد لبنان ومواطنيه وهي تحتم التصرف على أساس مواجهة هذه الآفة وليس العمل على توسيع انتشارها". وإذ توجه بالتعزية لعائلات الشهداء اعتبر "ان لبنان بموقعه وصيغته وتركيبته الحساسة والمعقدة، لا يمكنه احتمال انعكاسات نزاعات المنطقة على ارضه، ولا يمكنه ان يكون ممرا او مستقرا لازمات المنطقة ومخططات المغامرين، التي لا يمكن مواجهتها الا بالتضامن والوحدة والعمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين الوطنية".
رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي دان الانفجار بدوره ووضعه "في خانة توتير الأوضاع في لبنان وإستخدام الساحة اللبنانية لتوجيه الرسائل السياسية في هذا الاتجاه أو ذاك. وقد شهدنا سابقا محاولات مماثلة في مدينة طرابلس ومنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت". واضاف: "إننا في هذا الظرف نجدد مناشدتنا الجميع الى الهدوء والتمسك أكثر فاكثر بضبط النفس وعدم الانفعال لأن المرحلة الصعبة تقتضي منا جميعا الهدوء ورباطة الجأش".
أما الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، فقد استنكر الانفجار ووصفه بانه "جريمة ارهابية تأتي في سياق مسلسل الجرائم وعمليات التخريب التي ضربت مناطق لبنانية عدة، والتي تهدف الى ضرب الاستقرار والوحدة الوطنية" وقال سلام في تصريح: "ان جميع القيادات اللبنانية مدعوة الى المساهمة في خفض حدة التشنج الذي تعيشه البلاد عبر الارتقاء بالخطاب السياسي الى أعلى مراتب المسؤولية، فضلا عن النأي بلبنان عن كل ما يؤدي الى زعزعة استقراره وأمنه".
مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وصف الانفجار "بالعمل الارهابي واصرار الايدي المجرمة على زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان"، مبديا خشيته من "اتساع رقعة الاستهداف والتفجير وحوادث القتل لإشعال نيران الفتن والقتل بين المسلمين سنة وشيعة وادخال لبنان في صراعات المنطقة بشكل مدمر".
كما شجب رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل التفجير مدرجا إياه "في إطار العمل الارهابي والمؤامرة الخبيثة التي تستهدف لبنان". وفي تصريح له قال الجميل: "إن إستهداف أي منطقة إنما يعني الوطن برمته بكل مناطقه ومكوناته". ودعا الجميع إلى "وقفة وطنية عاجلة لانقاذ الوطن من براثن المخطط الجهنمي الذي لا يرحم".
واستنكرت الامانة العامة لقوى "14 أذار" الإعتداء مؤكدةً "على التضامن الإنساني والأخلاقي مع ذوي كل الضحايا".
عمار: الوحش الإرهابي أطلق بدعم عربي وبخلفية إسرائيلية
عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب علي عمار أكد من موقع الانفجارين في بئر حسن أنه "أصبح واضحا وجليا لكل الناس ان الذي أطلق هذا الوحش الارهابي استهدف المدنيين وأطلق بدعم من بعض العرب وبخلفية إسرائيلية بحتة. وكما فشل سيدهم الأميركي والاسرائيلي في السابق، فإنهم سيفشلون ولن يسطيعوا النيل من شعبنا. إن المقاومة رسالتها ستستمر في توجيه بوصلتها إلى تحرير القدس والنصر قادم ومحتوم".
وزير الصحة علي حسن خليل أكد من مكان الانفجارين في بئر حسن أنه "عمل إرهابي كبير ومجرم وهو جزء من معركة الارهاب مع اللبنانيين. والوزارة استنفرت المستشفيات المحيطة وتم نقل كل الجثث والجرحى من الشوارع".
واعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي أن "تفجير الجناح عمل إرهابي بإمتياز يطال جميع اللبنانيين بدون استثناء"، مشيرا إلى أن "الاستقرار في لبنان مهدد والسلم الأهلي كذلك". واتهم النائب قبيسي "اسرائيل والجماعات التكفيرية التي تلتقي بأهدافها في استهداف لبنان واستقراره وأمنه بالوقوف وراء التفجيرين الدمويين"، معتبرا انها "رسالة ارهابية موجهة للبنان واللبنانيين، وان عليهم التنبه لكل الاخطار المحدقة بالوطن والوعي والتنبه، لان المستهدف هو لبنان في محاولة لعرقنته وادخاله في أتون الفتنة". وأكد ان "المرحلة تحتاج الى الوعي والحذر وحماية الوحدة الوطنية الداخلية وصون الاستقرار والسلم الاهلي من مسلسل دموي يراد ادخال لبنان فيه خدمة لمؤامرة تستهدف لبنان بكل مناطقه".
واستنكر المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في بيروت ربيع دندشلي في بيان "الانفجار الذي وقع في منطقة الجناح في بيروت، والذي ادى الى وقوع عدد من الضحايا، مدينا "استخدام السيارات المفخخة واستهداف المدنيين".
