لافروف وشويغو في القاهرة: مرحلة علاقات جديدة
وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان يقومان يزيارة "تاريخية لا سابق لها" إلى مصر لبحث سبل التعاون العسكري بين موسكو والقاهرة، ولافروف يستعيد التاريخ ويقول إنه غنيّ بالكفاح السياسي المشترك بين البلدين و"نحن شركاء استراتيجيون لمصر".
في أول زيارةٍ روسية على هذا المستوى الرفيع إلى مصر منذ عقود أجرى وزيرا الخارجية والدفاع الروسياّن سيرغي لافروف وسيرغي شويغو محادثاتٍ مع الجانب المصري. وفيما أشارت تقاريرُ إلى أنّ صفقة تسليحٍ تصل قيمتُها إلى نحو ملياري دولار مطروحةٌ للنقاش على طاولة المحادثات بين الجانبين وصف لافروف الزيارة بأنها دليلٌ على الأهمية الفائقة للعلاقات مع مصر.
لافروف وفي مؤتمرٍ صحافيٍّ مشترك مع نظيره المصري أكد اهتمام روسيا ببقاء مصر مستقرةً تتمتعُ باستقرارٍ سياسيٍ واقتصادي.
وفي الشأن السوري شدّد لافروف على أن مواقف روسيا ومصر بشأن عقد جنيف اثنين متقاربة وتدعو إلى الحوار المباشر لتسوية الأزمة.
وتعتبر الزيارة "الأولى في تاريخ" العلاقات الروسية المصرية التي تجري في صيغة "2+2" حسب موسكو، حيث التقى الوزيران الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور بحضور وزير الدفاع المصري عبد القتاح السيسي.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري نبيل فهمي "إن التاريخ غنيّ بالكفاح السياسي المشترك بين البلدين ونحن شركاء استراتيجيون لمصر"، موضحاً أن "روسيا ضد أي تدخل اجنبي في الشؤون الداخلية ونحن نحترم السيادة المصرية وحقوق الشعب المصري لتحديد مستقبله".
وبعدما تحدّث عن "التعاون الثنائي منذ فترة طويلة بين مصر وروسيا في عدة مجالات وخصوصا في المجال العسكري"، قال فهمي ان وزيري الدفاع بحثا في هذا التعاون الأربعاء.
وقال لافروف ان المحادثات بين الطرفين تطرّقت إلى تعزيز العلاقات الإقتصادية والتجارية.
من جانبه، قال فهمي إن "العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا قديمة، خاصة في الشأن العسكري ونحن نتطلّع إلى إعادة تنشيط العلاقات مع روسيا نسعى إلى علاقات قوية ومتواصلة".
وارتبطت مصر وروسيا بعلاقات وثيقة في خمسينات وستينات القرن الماضي، وذلك قبل ان يوّقع الرئيس المصري الاسبق انور السادات اتفاقية السلام "كامب ديفيد" مع اسرائيل العام 1978 والتي امنّت مساعدات اميركية عسكرية سنوية لمصر بقيمة 1,3 مليار دولار.
الأزمة السورية و"النووي" الإيراني
وحضر ملف الأزمة السورية في مباحثات الجانبين، حيث أكدّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في المؤتمر الصحفي "أنّ العمل على تدمير الأسلحة الكيميائية في سورية يجري على قدم وساق". وفيما اعتبر "أن جامعة الدول العربية كانت قد اتخذت في السنتين الأخيرتين عدداً من القرارت المستعجلة بشأن الأزمة السورية"، دعاها إلى "أن تتمسك بالعمل وفق مبدأ الإجماع".
وأكدّ لافروف أن محاولات تسييس القضايا الإنسانية في سورية واستغلال الصعوبات التي يواجهها الشعب السوري من أجل تمرير فكرة التدخل الخارجي في مجلس الأمن الدولي لن تنجح.
كما أشار لافروف إلى أن موسكو والقاهرة تدعوان إلى عقد مؤتمر دولي لإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط بأسرع ما يمكن، مذكرا بأن القرار بهذا الشأن قد اتخذ في عام 2010.
بدوره أكدّ فهمي على أن "اجتماع اليوم تناول عددا من القضايا الدولية والإقليمية وعددا من الموضوعات والقضايا الثنائية بين البلدين وعلى المستوى الدولي والإقليمي وتناولنا الوضع في سورية وما يبذل من جهد وأسلوب التحرك لعقد مؤتمر جنيف- 2 وتناولنا عملية السلام في الشرق الأوسط وبالتحديد المسار الفلسطيني الإسرائيلي والجهد المبذول من الولايات المتحدة لتنظيم المفاوضات بينهما".
وردّاً على سؤال أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن المشاركين في المفاوضات التي جرت في جنيف مؤخراً بشأن الملف النووي الإيراني "كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق، إلاّ أن تعديلات طرحت في اللحظة الأخيرة على المقترح الأمريكي، أثارت تحفّظ طهران".
وأوضح لافروف "أن مجموعة (5+1) لم تقدم مقترحا مشتركا في جولة المفاوضات التي جرت في جنيف نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن روسيا وشركاءها أيدوا المشروع الذي قدّمه الأميركيون، ووافقت عليه طهران". وتابع قائلا: "لو أيّده الجميع، لتم إقراره، ولبدأنا بتنفيذ الاتفاقيات التي كان يتضمنها المشروع، لكن بعد ذلك ظهرت تعديلات عليها، لم نرها من قبل، ووزّع النص مع التعديلات في اللحظة الأخيرة عندما كان علينا أن نغادر جنيف".
وأوضح لافروف أن الوفد الروسي "لم يلاحظ في هذه التعديلات تغيرات جوهرية، لكنه أكدّ أن اللغة التي تستخدم في الوثيقة لتقديم الأفكار المتفق عليها يجب أن تكون مقبولة للجميع، أي لأعضاء السداسية وإيران على حدّ سواء".