أسواق صنعاء القديمة... تعبق بأصالتها على مر العصور

أكثر من خمسين سوقاً تجارية حرفية قديمة العهد في اليمن عمرها ما يزيد عن 500 عام... لاتزال تحافظ على طابعها ونكهتها.

أسواق حرفية قديمة العهد في صنعاء

تشتهر مدينة صنعاء القديمة بمجموعة من الأسواق التجارية والحرفية، وهي أسواق متخصصة ومتقاربة يفصل فيما بينها ممرات ضيقة. وتأتي -بحسب الدراسات- كامتداد طبيعي لعرف تجاري يمني قديم.

ايقاعات الحياة اليومية في هذه المدينة تبدأ من أسواقها حيث تدب الحياة في شرايينها مع بزوغ خيوط الشمس الأولى من كل يوم، كسوق الزبيب، وسوق الذهب والفضة، وسوق الحلي الشعبية المصنعة من العقيق والفضة، وسوق الجنابي، وسوق القماش، بالإضافة إلى السوق المعروف بسوق المدر.

الحرفي علي الخولاني يتحدث عن السوق فيقول"إن سوق الفخار متأصل من قديم الزمان، من 500 الى 600 سنة".

ويظل سوق الملح، هو أشهر أسواق المدينة الموغلة في التاريخ وأقدمها على الإطلاق. ويسميه بعض المؤرخين "سوق المُلَح" أي سوق كل ما هو جميل ومليح. 

أما علي الرفيق وهو مواطن آخر من صنعاء يقول إنه سمي "سوق الملح أولاً وقبل كل شيء لأن أهل مأرب كانوا يصلون إليه محملين بالملح والقماش والتمر وكانوا يبيعون بضاعتهم فيه". 

أناس هم في الغالب من أصحاب الحرف، أو تجار السوق، يسمون بعقال الأسواق، ويقومون منذ عقود بالإشراف عليها.

مسعود الخولاني، عاقل سوق الجامع الكبير بصنعاء القديمة يقول بدوره "إن عقال الأسواق لا يحصلون على رواتب لا من الدولة أو غيرها.. منذ 25 سنة ونحن على هذا الحال". 

صورة نابضة بالألفة يتماهى فيها الزائر لهذه الأسواق بروائح البخور المختلطة بنكهة البن اليمني الأصيل، والمتصاعدة مع أصوات الباعة باختلاف مشاربهم.

قرابة الخمسين سوقاً، تعكس في تعددها ما وصلت إليه هذه المدينة منذ قرون من دقة في التخطيط الذي أضفى عليها فرادة على مر العصور.

 

اخترنا لك