إسرائيل تحوّل القرى الفلسطينية إلى حقول تجارب

إسرائيل تدفع بجيشها إلى إجراء تدريبات عسكرية تنكّل بالفلسطينيين، محوّلة القرى بناسها إلى حقول تجارب.

تدريبات عسكرية اسرائيلية في القرى الفلسطينية

"تدريبات يجريها الجيش الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية".. قد يبدو الأمر مألوفاً إلى هنا. لكن ما ليس مألوفاً تحويل قرى فلسطينية لتكون أهدافاً لمداهمات وتدريبات ولتصبح على شاكلة الألواح الخشبية التي يتدرب عليها الجندي في الميدان.

والحديث عن تدريبات للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية لا يقتصر فقط على محاكاة احتلال قرى، فمنظمة "يكسرون الصمت" الإسرائيلية كشفت عن تدريبات فريدة من نوعها. ففي لحظة ما يقرر الجيش الإسرائيلي أنه حان الوقت الآن للتدرب في هذا المكان أو غيره.

وهكذا تستيقظ قرية أو حي ما في منتصف الليل على أصوات إطلاق النار والانفجارات. 

وبحسب أفيخاي ستولر من منظمة "يكسرون الصمت" فإنه "تدخل قوات قد يصل عديدها إلى كتيبة أو أكثر من ذلك إلى مدينة أو حي، يطرق أفرادها باباً ما أو يدخلون إلى منزل ما، يحشرون كل أفراد العائلة جانباً، يبقون هناك بضع ساعات ثم يخرجون" مضيفاً أن "كل ذلك عبارة عن تدريب".

ليت الأمر اقتصر على ذلك فكلاب الجيش الإسرائيلي بعد جنوده بحاجة للتدريب. وفي هذا الإطار ينقل ستولر عن جنديات في وحدة الكلاب أو وحدة "عوكتس" "أنه في حواجز معينة وللحفاظ على لياقة الكلاب يجب تدريبها طوال الوقت، وعندها يدخلن الكلاب إلى سيارات سائقين فلسطينيين جرى اعتقالهم على الحاجز، ويقمن بتخبئة مادة متفجرة داخل السيارات وعلى الكلب إيجادها".

لكن يبقى الأخطر من ذلك ما أدلى به الجنود أنفسهم من التدرب على الفلسطينيين أنفسهم، فهؤلاء أصبحوا حقل تجارب للجنود الإسرائيليين ووصل بهم الأمر إلى حد القيام باعتقالات وهمية وكل ذلك لأن الجيش قرر التدرب على القيام باعتقالات.  

يقول نداف بيغلمان، جندي في الكتيبة 50 ـ الناحل، "نحن ننفذ اعتقالات وهمية، في إحدى المرات أرسلنا السرية إلى منزل معين ونحن نعرف تماماً أن ساكنيه ليس عليهم أي شيء استخباري ولا ينتمون إلى منظمة إرهابية كما أنه ليس لديهم سلاح في المنزل، تدربنا على إجراء اعتقال وحاصرنا المنزل وقامت مجموعة بالدخول الى المنزل وحاصرته تماماً" مضيفاً "أخذنا شخصاً من المنزل لبضع ساعات ثم أعدناه".

ردّ الجيش الإسرائيلي على هذه الشهادات اقتصر على التأكيد الطلب من هؤلاء الجنود عدم تعريض حياة السكان للخطر أثناء التدريب. لكن ماذا عن الخوف والرعب اللذين يخلفهما الجنود في نفوس أفراد العائلات الفلسطينية الذين لا يعرفون أن ذلك كله لا يعدو كونه تدريباً للجيش الإسرائيلي.       

اخترنا لك