جولة جديدة من المباحثات بين طهران ومجموعة الـ5+1
إنطلاق الجولة الجديدة من المحادثات بين طهران ومجموعة الـ5+1 في جنيف والمتحدثة باسم الخارجية الايرانية تنفي أن يكون محمد جواد ظريف قد صرح لصحيفة "معاريف" الاسرائيلية وتصف هذا الأمر "بالافتراءات".
بدأت في جنيف اليوم الخميس جولة جديدة من المفاوضات بين طهران ودول مجموعة الـ 5+1 حول الملف النووي الايراني. جولة سبقها فطور عمل بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون.
وكان تعهد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي مواصلة الحوار البناء مع المجموعة من أجل التوصل إلى حلول ترضي الطرفين. وأشار خزاعي إلى أن بلاده عازمة على إنهاء الملف، ورفع العقوبات، بعد إزالة كل هواجس الطرف الآخر.
أما إسرائيل فقد دعت إلى رفض اقتراح يعتقد أن إيران ستقدمه خلال مفاوضاتها في جنيف مع الدول الكبرى، وتتعهد فيه خفض أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.
القلق الإسرائيلي من هذه المفاوضات قابله تفاؤل ايراني بالتوصل إلى حل عبر اتفاق إطار كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد توقع التوصل إليه هذا الأسبوع.
واعتبرت وسائل الاعلام الصهيونية أن هذه الافتراءات هي محاولات للتأثير على أجواء المباحثات النووية بين ايران ومجموعة ٥+١ ولاخراج الكيان الصهيوني من عزلته.
وفي سياق متصل بالأزمة السورية، التقى ظريف المبعوث العربي والدولي الأخضر الابراهيمي. وجدد وزير الخارجية الإيراني موقف بلاده بأن "الحل في سوريا يكون من خلال مباحثات سياسية سورية - سورية" مرحباً بـ"سعي المجتمع الدولي لحل سياسي وواقعي".
من جهة ثانية، نفت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم في اتصال مع قناة الميادين أن يكون وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أجرى أية مقابلة مع صحيفة "معاريف" الاسرائيلية. وقالت أفخم إن "ما أوردته الصحيفة هو كذب محض"، واصفة اياه بـ"افتراءات من إعلام الكيان الصهيوني".
كيف تبدو العاصمة طهران مع انطلاق المفاوضات؟
وبانتظار ما ستتمخض عنه جولة المحادثات الثانية فإن طهران تنظر بإيجابية وتفاؤل إلى مباحثاتها النووية مع الغرب.
وكان ظريف قال إنه "في الجولات الثلاث الأخيرة كان هناك تقدم كبير ولكننا بحاجة إلى بضعة خطوات أخرى"، مؤكداً "نحن جاهزون لخطو هذه الخطوات في جنيف وإن لم يحصل ذلك فهو ممكن في الجولة المقبلة".
وتنفي طهران كل التكهنات حول نتائج المباحثات، وتقول إن "الأساس هو المقترح الايراني، وأن هذه الجولة هي استمرار للبحث في مضمون الخطوات المتبادلة الواجب اتخاذها من الطرفين"، كما أنها تشيد "بالتحضيرات الجيدة التي تمت في فيينا بين الخبراء في المجالات النووية والعلمية والمصرفية والنفطية وحتى العقوبات". لكن ايران لا يفوتها أن تذكر برسالة عدم الثقة التي بعث بها الشعب الايراني للغرب في مظاهرات ما يسمى هنا "باليوم لمحاربة الوطني للاستكبار العالمي".
وفي هذا السياق، قال رئيس مركز الدراسات الاستراتجية والدولية في طهران أمير موسوي "إذا ما كان هناك مفاجأة في اجتماع جنيف فهي التوافق على الاطار الفني والسياسي". وأشار إلى أن "هذا الاطار لا بد أن يوقع الفني طبعاً". وأضاف أنه "تمّ الاجتماع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى ضوء ذلك سيأتي مدير الوكالة يوكيا أمانو لأن المسودة على ما يبدو كانت جيدة للطرفين". ولفت موسوي إلى أنه "يبقى الشق السياسي"، معتقداً أن "الحزمة التي قدمت من قبل ظريف إلى 5+1 تمّ تأييدها باستثناء بند واحد يحتاج إلى مداولة هو موضوع التخصيب".
وبالتزامن مع كل ذلك تبدي طهران أيضاً تفاؤلاً في مباحثاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتؤكد طهران بأن "المصادقة على البروتوكول الاضافي منوط بمجلس الشورى الاسلامي".
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الايرانية حسين نقوي إنه "لا بد في البداية من السؤال ما الفائدة من التحاق ايران بالبروتوكول الاضافي". وتساءل أيضاً "هل التزامات ايران بتعهداتها في اتفاقية الـ "إن بي تي" لا تكفي". واستطرد بالقول "ثم إن على العالم أن يعلم أن هذا الأمر بيد نواب الشعب في المجلس"، مؤكداً وبحسب معرفته أن "الأجواء داخل المجلس ترفض التوقيع على هذا البروتوكول الاضافي".
ورغم كل هذا التفاؤل، لا تمني طهران نفسها كثيراً، وترى احتمالات النجاح أو الفشل متساوية، كما أنها لا تقلق من النتائج.
بضعة خطوات أخرى هي ما تفصل ايران عن توافق دولي لحل ملفها النووي. هكذا لخص رئيس الدبلوماسية الايرانية من قلب العاصمة باريس ما وصلت إليه المباحثات، لينطلق منها إلى جنيف وتتحرك معه عدسات الكميرات في العالم، تترقب نتائج يومين سيكونان حاسمين في الملف النووي الايراني.
