المستشار ندا: مرسي لن يعود إلى السلطة ومصيره بيد القضاء
رئيس محكمة الإستئناف في مصر يقول إن محاولات إشعال الفوضى لن تفيد بشيء، وإن العدالة في مصر لا تعرف فصائل ولا أحزاب وهي للجميع، ويرى أن مثول مرسي أمام المحكمة يثبت أن في مصر دولة قادرة على حماية الوطن والأفراد.
أكد المستشار أشرف ندا رئيس محكمة الإستئناف في مصر في حديث للميادين أن "محاولات إشعال الفوضى لن تفيد بشيء، وأن مرسي لن يعود للسلطة وهو الآن أمام العدالة، ومصيره أصبح بيد القضاء المصري لتبرءته أو إدانته".
وأضاف ندا "أن جلسة اليوم لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي هي جلسة إجرائية"، ورأى أن "بث المحاكمة عبر شاشة التلفار يثبت عدالة القضاء المصري، وأن العدالة في مصر لا تعرف فصائل ولا أحزاب وهي للجميع، وأن مثول مرسي أمام المحكمة هو إعلاء للقانون في مصر، ويثبت أن في مصر دولة قادرة على حماية الوطن وحماية الأفراد".
ورأى المستشار ندا أنه يحق للقاضي أن يمنع مرسي من إلقاء الخطب داخل المحكمة، مع حفظ حقه كمتهم بتوكيل محامٍ، وان المحكمة تعين محامياً عنه في حال عدم قيامه بذلك.
الباحث العربي كمال خلف الطويل قال للميادين إن "هذا النوع من المحاكمة له رمزيات كثيرة، وأن هناك جانباً إيجابياً في هذا السياق يتمثل بأننا نعيش مرحلة يؤتى فيها بؤساء وربما لاحقاً بملوك، إلى المحاكمة".
ورأى الطويل في مشهد المحاكمة "دعوة إلى تواضع قوى الإسلام السياسي"، وانهم "لا يستطيعون متابعة المشوار السياسي بالإستئثار والفردية".
وأضاف أن الإخوان منذ أربعة شهور هم في حالة هيجان سياسي، وأن "قوى الدولة تبين أنها أقوى من أي تنظيم، وليس أمام الإخوان إلا أن يتواضعوا".
وفي اتصال مع الميادين، رأى عضو لجنة الخمسين صلاح الدين الدسوقي أن محاكمة مرسي "ستكون مشهداً جديداً على الساحة المصرية، وأن هناك رسالة للجميع بالإصرار على استكمال خارطة الطريق".
وأضاف الدسوقي "أن الأوان قد آن لوضع حد للفوضى في الشارع المصري، وأن تنظيم الإخوان المسلمين لا يستطيع التأثير على الواقع المصري، وأن ما يجري هو محاولات للإستقواء بالخارج.
واعتبر الدسوقي "أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمصر بالتزامن مع محاكمة مرسي يعطي إشارة بأن واشنطن مستمرة بدعم تيار الإسلام السياسي في مصر والعالم العربي، ومحاولة خلق حالة من الفوضى لاستعادة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي قضت عليه ثورة الثلاثين من يونيو".
وفي السياق نفسه، رأى وكيل نقابة الصحافيين جمال فهمي في اتصال مع الميادين أن الأمور ستسير وفقاً للقانون وأن جلسة اليوم هي جلسة إجرئية، يتم فيها التأكد من كل الإجراءات بشكلٍ سليم.
ورأى أن المحكمة ستلزم الرئيس المعزول بمحامٍ للدفاع عنه، إذا ما رفض توكيل محامين عنه، مضيفاً ان مرسي "يستمر بإنكار الواقع، ولا يعترف بالجرائم التي ارتكبها تنظيمه وأقرب مساعديه على أسوار القصر الرئاسي".
نائب رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" شيرين المنيري قالت للميادين إن "ما جرى اليوم كان متوقعاً، وأن الشعب المصري اكتشف في الفترة السابقة كان يتعاطى مع عصابة"، في إشارة للإخوان المسلمين.
ورأت المنيري أن مرسي "وصل إلى مرحلة جنون العظمة برفضه ارتداء الملابس" للذهاب إلى المحكمة، وأنه "غير قادر على تصديق إزاحته عن الكرسي".
بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بروكسل رودولف القارح في مقابلة مع الميادين أن محاكمة مرسي تدل على أن "المعركة في مصر هي معركة كسر عظم"، وأنه ليس هناك تسوية واضحة، وأن المسار الذي اتبع الإخوان المسلمون في مصر بقضم الدستور والقوانين أدى إلى رد الفعل الذي نراه في الفترة الحالية".
وأضاف القارح أن الإشكاليات الوطنية معطوفة على الإشكاليات الإقليمية والدولية، وأكد ضرورة إيجاد حل في مصر، معتبراً أن محاكمة مرسي هو قرار اتخذه القضاء المصري ضمن مسار "كسر العظم"، وأن لا تراجع من كلا الطرفين عن هذا المسار.
وفي مقابلة مع الميادين، أكد الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية منير أديب، أن تحقق الإستقرار في مصر سيتم في المستقبل إن لم يتحقق اليوم، وأضاف أن المعركة فعلاً هي معركة "تكسير عظام الإخوان المسلمين". وأشار إلى أن المواجهة اليوم هي مواجهة شعبية، وأن الشعب المصري يرفض الإخوان، وأن "الجماعة ماتت في الشارع المصري".