واشنطن تحذر أنقرة
الكاتب الفرنسي تيري ميسان يلقي الضوء على استكمال كل من السعودية وتركيا لدوريهما السابقين في الأزمة السورية بعد الإتفاق الروسي الأميركي، ويتحدث عن أن الولايات المتحدة منزعجة من استمرار الأتراك بمساعدة المسلحين المتطرفين.
تيري ميسان - صحيفة الوطن السورية: خصصت الصحافة التركية دزينة من المقالات التي علقت على الدراسة التي نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال عن رئيس جهاز الإستخبارات الرئيسي في تركيا حقان فيدان. وقد رأت تلك المقالات أن الهجوم الذي تعرض له حقان دليل حي على ان السياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إزاء الولايات المتحدة مستقلة. الصحيفة الأميركية اتهمت فيدان، على نحو، بدعم الجهاديين في سورية، بمن فيهم الأكثر عداء للغرب، رغم تحذيرات واشنطن بهذا الخصوص.
نحن نفهم هذا الجدل على العكس تماماً: ما من شيء في هذه السياسة يتعارض مع المصالح الأميركية. بل على العكس، فقد جرى كل شيء بناء على أوامر من واشنطن. فالدعم الذي قدمته أنقرة للإخوان المسلمين في شمال أفريقيا لم يكن نزوة طارئة، بل تنفيذاً لخطة وزارة الخارجية بالتنسيق مع مكتب هيلاري كلينتون.غير أن المشكلة الحقيقية تكمن في مكان آخر: إنها في دعم الجهاديين.في بداية الحرب في سورية كان الجهاد ممولاً من قطر،
بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي انطلاقاً من قاعدة انجرليك التركية، ولم تكن هناك أي شكوى. لكن بعد الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة، إثر استخدام السلاح الكيميائي، وانسحاب الولايات المتحدة عسكرياً من النزاع السوري، استمرت تركيا والسعودية في أداء الأدوار السابقة لهما. لذا يجب النظر إلى مقال الصحيفة الأميركية كتحذير شخصي إلى كل من أردوغان وفيدان، الذي لابد أنه فهم الرسالة الأميركية التي وجهت إليه عبر مقال الصحيفة الأميركية.