قيادي في المقاومــة: "السرايا" باقية
مع إطفاء "السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي" شمعتها السادسة، تنفرد صحيفة "الأخبار" بحديث مقتضب مع أحدّ قادتها الحاليّين، وتكشف كيف غصّت مراكز حزب الله بالآف الراغبين في مقارعة العدو من كافة المناطق اللبنانية ومن عرب.
أمال خليل- صحيفة "الأخبار" اللبنانية: بعد أيام تطفئ "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي"، شمعتها السادسة عشرة. ففي الثالث عشر من شهر تشرين الثاني من عام 1997، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تأسيسها.
إعلان جاء بعد شهرين على استشهاد ابنه، السيد هادي على أرض الجنوب. حينها، تقدّم شبّان لبنانيون وعرب ومسلمون يطلبون من الحزب قبول انتسابهم إلى المقاومة الإسلامية. والحزب لم يكن بوارد قبول غير اللبنانيين في صفوفه. لكن طبيعة الحزب الدينية حالت أيضاً دون مشاركة لبنانيين آخرين، فبرزت الحاجة إلى إيجاد فصيل مستقل يسير إلى جانب المقاومة الإسلامية وتقدّم له كل أنواع الدعم.
في مؤتمر صحافي، وضع السيّد نصر الله أرقام هواتف بتصرّف الراغبين بالإنضام إلى "السرايا"، مهما كان انتماؤهم الطائفي والمناطقي والعقائدي والسياسي. ولم يكد ينهي السيد كلامه حتى انهالت الإتصالات، وغصّت مراكز الحزب بآلاف الراغبين.
وأوضحت الصحيفة، أنّ أسئلة الملف والاستمارة اللتين كان على المنتسب تعبئتهما، تطرّقت إلى بياناته الشخصية وخبرته العسكرية ومؤهلاته العقلية والنفسية والجسدية وإذا ما كانت عليه شبهة التعامل مع العدو أو عملائه، وتجنبّت الاستفسار عن إيمانه الخاص، بل إنها لفتت نظره إلى حرصها على "الحرية العقائدية والدينية والاجتماعية التي تحرص السرايا على ألا تقترب منها".
أضافت أنّ من قبلت طلبات انتسابهم إلى "السرايا"، خضعوا لمحاضرات ودورات نظرية وتدريبية. المحاضرة الأولى والأهم كانت حول هدف الحزب من إنشائها.
ويقول أحد أبرز قادة السرايا الحاليين لـ "الأخبار" إن إنشاءها كان "قراراً استراتيجياً اتخذته قيادة الحزب بعد مشاورات ونقاشات طويلة بهدف إشراك أكبر عدد من اللبنانيين في العمل المقاوم ضد العدو الإسرائيلي وإيجاد بيئة حاضنة للمقاومة على أكبر مساحة ممكنة على أرض الوطن ونقل الفكر المقاوم إلى أوسع شريحة". ويستذكر من تلك المرحلة "تلقي مسؤولي الحزب مئات المراجعات من شبان منتمين إلى أحزاب وقوى مارست العمل العسكري المقاوم لكنها انكفأت على نحو تدريجي ولأسباب مختلفة، فيما بقيت ملتزمة بفكر المقاومة. أولئك رغبوا بالمشاركة مجدداً بالعمليات الميدانية بعد أن ذاقوا طعم مقارعة العدو والانتصار عليه". لبّى الحزب رغبة هؤلاء، فكانت السرايا تعبيراً عن النسيج اللبناني المتنوع طائفياً.
واستعادت الصحيفة البدايات، في 14 آذار من عام 1998، بدأت السرايا عملها العسكري الميداني بعد شهور من التدريب، ونفذت حوالى 380 عملية فعالة ونوعية ضد العدو حتى عام 2000. لكن تحرير الجنوب فرض تخفيض وضع السرايا برغم محافظتها على جهوزيتها والبقاء على هيكليتها. إلا أنّ عدوان تموز، أعادها إلى الواجهة مجدداً.
وأوضحت "الأخبار" إنّ الحملات الأخيرة على "سرايا المقاومة"، ساهمت بقبول أحد أبرز قيادييها الحالييّن بإجراء مقابلة، إذ "لا يصرف قادتها من وقتهم للردّ على الشائعات والتشويش الذي يطلقه من لا يعلم بحقيقة السرايا وحجمها ومسؤولياتها".
ومن رايات لبنان والحزب والسرايا الخضراء، التي جلس بينها وتحت صورة الشهيدين السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية، أعلن القيادي لـلصحيفة، بابتسامة عريضة أن السرايا "لا تقل خطراً على أعداء "حزب الله" عن الحزب نفسه، وأن لها مجموعات مدرّبة وموجودة حيث تقتضي الحاجة لها ومسرح عملياتها على مساحة الوطن»، ناصحاً بالكفّ عن مهاجمتها لأنها "باقية باقية باقية".