إسرائيل متخوفة من دفع ثمن التقارب الإيراني الغربي

الصدى الإيجابي الذي أحدثته الجولة الأخيرة من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، تثير الشكوك والمرارة في إسرائيل التي تتخوف من تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، في مقابل سياسة المصالحة التي يعتمدها الرئيس الجديد حسن روحاني.

نتنياهو هدد الثلاثاء بضربات إسرائيلية وقائية ضد إيران لكنه لم يعلق على نتائج محادثات جنيف

نشرت وكالة "أ ف ب" تقريراً مطوّلاً يرصد ردود الفعل في إسرائيل على التقارب الأميركي الإيراني الذي توج الأربعاء بإختتام أول جولة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1 والتي اتسمت بأجواء إيجابية.

ففيما لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على ردود الفعل الأميركية الأخيرة حيال طهران، إلا أن "مسؤولين سياسيين كباراً طلبوا التكتم على هوياتهم أصدروا تحذيراً في وسائل الإعلام، شددوا فيه على أن "إيران ستحاكم على أفعالها وليس على أقوالها" بحسب الوكالة.

كما اعتبر هؤلاء المسؤولين أن "على المجموعة الدولية أن تبقي العقوبات على إيران، ما لم تتخذ تدابير ملموسة تؤكد أن إيران تفكك برنامجها النووي العسكري".

وسائل الإعلام الإسرائيلية بدت أكثر إمتعاضاً ووضوحاً من مسؤولي بلدها، حيث نقل معلق في الإذاعة الرسمية الإسرائيلية عن مقربين من نتانياهو قولهم إن "الأميركيين سعداء جداً فيما لم يتنازل الإيرانيون عن شيء".

أما صحيفة "إسرائيل هيوم" المؤيدة لرئيس الوزراء فقد اعتبرت "أنهم تحدثوا في جنيف عن الثقة (حيال طهران) فيما تصنع في محطة فوردو النووية الإيرانية القنبلة" الذرية، وأكدت الصحيفة في افتتاحية أن "على إسرائيل ألا تكتفي برفض اتفاق رمزي بحت مع إيران، بل أن تطالب أيضاً بتحديد سقف زمني للمفاوضات وإلا تحولت المناقشات كلاماً فارغاً".

وزير الطاقة والتنمية الإقليمية سيلفان شالوم رأى أن دول العالم "لا يرون في الملف الإيراني إلا مسألة تتعلق بمستوى المعيشة، فيما تعتبره إسرائيل مسألة بقاء ووجود"، وعزا ردود الفعل الغربية إلى "أسباب اقتصادية"، موضحاً ذلك بقوله "عندما تفرض عقوبات قاسية على النفط الإيراني، يرتفع سعر النفط في العالم الذي يتخبط في أزمة اقتصادية، ولم يعد ممكناً ألا تتمكن إيران من بيع النفط، وما عدا ذلك كلام فارغ".

من جهتها قالت مديرة برنامج مراقبة الأسلحة في معهد الدراسات حول الأمن القومي إميلي لاندو، إن "اجتماع جنيف اتسم بمواقف معروفة وأن إحباط إسرائيل مفهوم".

وأضافت إن "إسرائيل ليست حاضرة إلى طاولة المفاوضات مع إيران، لكنها هي التي ستعاني من العواقب السلبية لاتفاق سيء".

واعتبرت لاندو في مقالة نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "من الأفضل ألا نتميز بطريقة تجعل من السهل على إيران أن تهمش إسرائيل"، مقترحة على حكومة نتانياهو أن تمرر موقفها إلى البلدان المعنية بطريقة هادئة.

وكانت الولايات المتحدة أشادت بالتعاطي الإيراني "الجدي" خلال محادثات الثلاثاء والأربعاء في جنيف بين مجموعة 5+1 وإيران.

يذكر هنا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لوّح الثلاثاء أثناء محادثات جنيف بشن هجوم وقائي إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية.

اخترنا لك